امرأة سرياليه
قصة قصيرة : " 1 " بقلم / علي حزين
قطفت حفنة من الأيام التي فوق الحائط .. تساندت كطفل صغير في خطواته الأولي .. المرآةُ تحمل وجهاً قبيحاً.. جن جنونها .. بصقت عليه .. بسطت يدها إليها .. ولكن مرضها المُزمن تدخل في اللحظة الأخيرة .. فراحت تسعُل , وتسعل .. حتى تهاوت قواها .. أمسكت قلبها الواقع علي الأرض .. وضعته في صدرها . " 2 "
جلست أمام العجوز .. ذات غروب .. تلملم سنيي العمر .. وتفرشها .. مدّت يدها من لا وعي .. أخرجت شيئاً ما من جيبها .. دنت العجوز من أُذنها همست ..
ـ ألقى بياضك يا شابه .. ..؟
لم تجد سوي الدموع .. لتضعها في المنديل .. مدت يدها .. لتقص خصلة من شعرها..المبلل بسني العمر..وأخبرتها عن السر.. وطلبت منها عدم الخوف.. لانزعاج فالأمر هين وبسيط .. ثم اقتربت منها.. لتضمها في حنان .. فسمعت خلجات القلب المطربة.. وتعاهدا بكتمان السر.. وإبطال هذا السحر.
" 3 "
وقفت يوم كان الفيضان .. يجرف كل شيء أمامه .. الأطفال .. النساء .. الشيوخ حتى المباني لم تسلم .. والكل يصرخ ..ويهرول .. حينها وقفت في وجه الطوفان .. وطلبت منهم أن يختبئوا داخل كوخها الصغير .. وأعلنت لهم أن الفيضان يحبها .. ولن يجرؤ علي الاقتراب من كوخها الصغير ..
ثم ظلت تحتطب ثلاثة أيام .. تجمع الكلأ , والعشب الكثير.. من فوق التلال .. ومن تحت الجليد .. والشمس المحرقة .. لا تبالي بحر الشمس .. ولا برد الجليد .. ثم جلست أمام التّنّور .. تصنع خبزاً .. وطعاماً للأطفال , وأخذت تذبح كل ما في بيتها .. من فئران .. وعناكب .. ونمل .. وضفادع حتى أعدت لهم مائدة عظيمة ... ثم خرجت في طلب القوم .............
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق