آتسآلين .... من أنا؟
أنا طفل يعشق كل الأشياء
يسعد باللهو مادون الهزل أو الهراء
يآبى عبث الكبار بمصيره
تلقي به سجيته في بحار الحكماء
فيستقي من علمهم وهم يجزلون العطاء
ساخر من من يحزنون لحاله
فهم لا يعلمون الا ظاهر صمته
ولا يعلمون شئ من مكنون نفسه
بل هم عن واقع فكره غرباء
آتسآلين .... من أنا؟
أنا فراشة
تحوم هائمة حول الأضواء
تجذبها الأضواء.. تشدها بقوة
فاذا ما اقتربت منها
صارت أسيرة جمالها الوضاء
يملأ الفرح والغبطة قلبها
فتدنو من تلك الأشعة الحمراء
حتى تحترق وتفنى حياتها
آتسآلين .... من أنا؟
أنا شمعة
أصرت آلا تنطفئ
لهيبها نور للطريق
لا تطفئها أي رياح عاتية
لأنها أصرت أن تكون
شعاع وضاء للعيون
أنا في ظلام الليل شمعة
أصرت آلا يطفؤها الا المنون
آتسآلين .... من أنا؟
أنا عرين متسع
يحتوي كل المخلصين
بنيانه صلب قوي لا يلين
جدرانه لا تنضح الا حب وحنين
دفئه ملاذ طيب للعاشقين
يقي خلانه بدفئه برد الضنين
فهل لدخول عرين قلبي تتشوقين؟
آتسآلين .... من أنا؟
أنا بركان
يثور حين ويسكن أحيان
اذا ثار تنفث فوهته اللعنات
فتنطلق حممه لتحرق كل الوديان
لكن بركاني ليس كأي بركان
فكلمات الحب الصادق تخمده
فلا يثور ولا يكون للهبه احتدام
ويلملم حممه متقهقرا في آمان
آتسآلين .... من أنا؟
أنا غجري
جئت من حدود بلاد غربية
يعشق الطبيعة بجنون
يحيا حياة بهيمية
يسكن الشوارع
يفترش الأرض
يلتحف النجوم
يلقي في فراغ الكون
كل ما بصدره من هموم
لا يهمه لومة لائم
كائن من يكون
آتسآلين .... من أنا؟
أنا عاشق فيلسوف
عشق فكر نيتشة وبرنارد شو
بارك حب سارتر وسيمون
ولكم تسكع في الطرقات
بشوارع جمهورية أفلاطون
يخاله البعض قد مسه الجنون
ولأنه بالطبيعة مفتون
لا يبالي بوصفهم
فيهتف من أعماقه
اذا كان هذا حقا جنون
فما أحلى هذا الجنون
ما أحلي هذا الجنون
فأنا لهذي الحياة حقا ممنون
آتسآلين .... من أنا؟
أنا رومانسي عاشق
يعشق في الليل ضوء القمر
وفي دنو الفجر صوت الكروان
ولحظة غروب الشمس
تنفض عن قلبه الأحزان
ليعود لليل العشق والسمر
آتسآلين .... من أنا؟
أنا خليط من خيوط
أنا نسيج كنسيج العنكبوت
من أقترب من قلبي
يحتويه بداخله
مثل أنثى العنكبوت
فهل لك أن تكوني فريستي
فيخطلت دمك مزيجا بدمي
وتجري سابحة في عروقي
والى عرش قلبي تهتدي
وفي ملكه تتحكمين وتحكمي
آتسآلين .... من أنا؟
أنا كل تلك المتناقضات أكون
فياليتك تعرفين من أنا
فتقبلين حبي أو تلفظين
فأنا لا أحب أن أكون
جسم غريب في جسد
يرفض يوما أن يحتوين 7/12/92
صلاح منير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق