من اخترع الحُب!!
لقد قرأنا في تراثِ العربِ
عن غرامِ غامرٍ مُلتَهبِ
وحكايا نُسجتْ في طللٍ
كان بيتاً في قديمِ الحقبِ
قالها قيسٌ بليلى هائماً
فغَدَتْ في ليلنا كالشُهُبِ
فهي تُشفي العمرَ من وحشتهِ
وتُواسي وحدةَ المُغتربِ
ودواءُ الروح، إن حطَّ بها
نسِيَتْ كلّ العنا والتعبِ
تلكَ أقوالٌ غدَتْ محفورةَ
في فؤادي، مثلما قولُ أبي
عانَقَتْني واختفتْ، أُسطورةً
وتوارتْ في بطونِ الكتبِ
غيرَ أنّ الحبَّ زيفٌ خادعٌ
وسرابٌ موغلٌ في الكذِبِ
حاكَهُ البَحّارُ في تِرحالهِ
حين رامَ السيرَ خلفَ الحُجُبِ
عندما أوشك ان يمضي الى
بحر ِالظُلماتِ من غيرِ نبي
عاشهُ البَحّارُ في أوهامِهِ
سارحاً في الماء، وقتَ المغربِ
وبدا الموجَ عتيّاً صاخباً
في سوادِ الليلِ تحتَ السُحُبِ
فرأى وجهاً حزيناً شاحباً
عند حدِّ الماء فوق الخشبِ
كم تمّنى أنها كانتْ لَهُ
وهي تنأى خلفهُ كالكوكبِ
لوّحَ المنديلَ في شوقٍ طغى
وبكى لمّا نأى، كالمُذنِبِ
سوف تشتاُق له في بُعْدِهِ
وتنادي باسمِهِ في الغيهبِ
ظنّ أنّ الحُبّ ما يَبقى لَهُ
عندما يمضي بهذا الموكبِ
شدّه الشوق فحيّا، دامعاً
لزمانٍ قد مضى، لم يُجِبِ
وتلاشى شارداً في شوقه
وطوى الليلُ شراعَ المركبِ
#الشاعر أديب مجد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق