مونولوج "الزهايمر"
****************
من تكون يا بني ؟
فذاكرتي يطالها النسيان
والجنين الذي كنته ذات يوم
ينفلت الآن من كل الأحضان
لأنني ما عدت هنا ...
ولا الهناك عاد لي
ولا عدت ، كما عهدت ، أنا
ولا المكان صار نفس المكان
ذكرني يا بني من تكون
وأين أكون في عبق الزمان
فلهذه القامة في عيني ...
باع كبير وحكي وعنفوان
إلا أني أعجز لحظتها ..
عن كل ذكرى أو كشف لأي بيان
أخبرني يابني عن هويتي
عن هويتك ...
وعن التداخل الحاصل في طيف الألوان
أخبرني يا بني بكل شيء
بالرغم من أني سأنساه غدا أو بعد أوان
فلا عليك لأن الرب يحفظه
ليتلى في الكتاب ويوضع في الميزان
أخبرني يا بني ....
فالتضليل رغم عجز ذاكرتي...
ليس له إسمان .
تكلم حتى يطمئن قلبي
و أنام قريرة العين من غير بهتان
*************
ساقول لك يا أمي
كلام حق يصدقه العميان
فانت ضحية لعصابة لصوص
ولكل من لا يعرف الإجسان
فكل من أعليت شأنه ذات يوم ...
صار مزارعا لبذور الغل والعصيان
وسقط عن وجهه كل قناع ...
ليظهر الذئب الثاوي فيه خلف الإنسان
غرروا بك أمي بطيب الكلام والألقاب ..
وأيديهم تجتز منك الجذور ...
وتهد الزوايا والأركان
والعيون منهم قد أخطأت
إرث أبي وحقوقك المحفوظة في القرآن
وأنا الذي ضاعفها مرتين ...
بحثا عن فضيلة تتجاوز كل الأديان
أنا من أفتى بربع بدل الثمن
التماسا لعطف الرحمان
أنا من أحبك من غير شرط أو بلاغة
أو اعتلاء لمسرح الأعيان
وبالرغم من أنهم يمتهنون الدجل
ويستولون في ماضيك على كل مكان
ستظلين وطني من غير كل الأوطان
ولن ألتمس العذر من أحد
سرق الذكرى منك
أو قايضك بأبخس الأثمان
لتصيري بضاعة
لكل ذرائعي نفعي
أوكل مريض يعبد الأوثان
**************
هل تعرفين الآن من أكون أمي ؟
معذرة على السؤال.
فقد أضاعوا منك الرأي
أو الردعلى أي مقال
وصفدوا منك الذاكرة
بكل أنواع الأغلال
وأصبحت عندهم سهما في بورصة
يعليه أو يخفضه كل نذل من الأنذال/
***********
هاشم لمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق