الخميس، 7 ديسمبر 2017

للأقصى تشدُّ الرِّحال بقلم /عبدالله أيت أحمد

للأقصى تشدُّ الرِّحال
بسم الله ربّي وربّكم الذّي اصطفى أمّتـــه
وجعل على الأرض أمكنة مطهـَّرة بإذنـــــه
فمنذ الأزل جُعلت للإنسان معالما لقربــــــه
لكنّ الجحود والكفر بقدره وعظيم شأنـــه
هَلُك الزّرع وفَسُد النّسل وضَعُف العــــــزم
وأمّة الإسلام في هزال ووهن العظـــــــم
تاهت مقاصدنا بالجري وراء الأطمــــــــاع 
تكالبت علينا لتنهش لحومنا الضّبـــــــــاع
فاستعذبنا المهانة ومقدّساتنا في نتـــــــن
واستملحنا العيش على الحال بلا كــــــــدر
ضمائرنا حُملت على نُعوش العار نادبــــــة
أقصاك يا ياقدس أهلك وما الله مُقصيـــك
لك الله يا صرح صلاح الدّين يا بُرج البُراق
وبملك سليمان الذّي بناها حاضرة وقبلــــة
أقصى الإسراء والمعراج وصلاة الأنبيّـــاء
بيت أسِّس على التّقوى، إليه تُشدُّ الرِّحــال
من كلِّ حدب وصوب للمسلمين وجهـــــــة
لعُلــوِّ مقامه، أرض المحشــر والإعتكــاف 
تاه العُرب وتاهت دوابّهم التّي أسرجوهــا
فدبّروا باللّيل ما دبّروا، في ظُلمهم مرغـوا
وبأيديهم بطشوا ومن خلفهم هم مكــروا
لبنو الخنازير استكانوا خضوعا فركعــــوا
فبئس ما عبدوا من أصنامهم التي صنعوا
ذُلاََّ ومهانة إلى قربهم استطابوا وطلبـــوا
يا ويلنا ما لبَّينا نداء قدسنا كاننا بنا صَممُُ
وألسُنُنا مقيّدة برسن الخوف كأنّ بها شلل
آه ثم آه ثم آه... فما يُغني التّنهد والألـــم
فأنا لا أملك غير تنهُّدي واسفي و بــــُكائي
وقلمي الذّي يعتصر ألما وحسرة الفـــــؤاد
إلهي ليس مثلك في الوجود من ألـوذ بـــه
وما النّصر إلاّ من عندك فأبشرنا بعاجلــــه
لا تكلنا لمن لا يرحمنا وطهِّر باذنك اللَّهــــم
أراضيك فهي في حماك، من بطش البشــر
الذّين لم يستوعبوا بعدُ أسـرار وجودنــــا
وكنه العمارة كلِّها في العبادة والتَّوحيــــد
فقوّتنا وسرُّ وجود الكون بعمق أرواحنــــا
لتوكيد الكلمات الحقِّ في الســِّر والعلــــن
فضَياع كل شيءُّ رهيـــن بإذلال الأنفـــس
عبدالله أيت أحمد/المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق