سحبٌ قد فاضت من جمد أوردتي
فتاهت في تيه الرسم و القد
و الريشة العصماء ما قض مضجعها
سوي العينان في مدمعٍ شرد
و أنا سحبت السحب كي تجتاحوني
فغادرت إلي سماءٍ صفصفٍ سرد
فداعبتها خجلاً ممتطياً خيالاتي
فتجاوبت كخيلٍ مُرادها مرد
فلا تلبسي عليَّ جليّ وقائعي
و وقع عينيكي أحدُّ من صمتي
و إن كنتي تبغين ظلاً من سحاباتي
أُهديكي إياها و أزيد لكي زودي
لتعيشي منعمةً في كنه أشرعتي
ناصيتك عندي راضيةً بلا عند
فإنني ملك لا ملك يملكه
يرفض الإنصياع إلا لذي السند
محمد التوني

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق