تابع قصة حرف ) ( 21) ( وَهٌزِّي إِليْكِ بِحَرفِي ) .... بقلم / عابر سبيل د. مهندس / إياد الصاوي
رَمَقَني حَرفي الشَّجي ... مِن طَرفٍ خَفيٍ
فَعَلَتهُ صُفْرَةُ الَوَجَل ... وطأطَأَ رَأسَهُ من الخجل ..
فابتدرته قائلاً : مَن أَمِنَ العُقوبةَ أساءَ الأدب .. وهذا أَوانُ تأديبِك ..
أَينَ كُنت .. ؟؟
فَقَالَ :
وَلجَتُ عليها المحراب .. فسَكِرتْ من غير شراب ..
فَاستَغَاثتْ .. واستعاذَت
قلتُ : مَهلاً ... فَلاطَفَني
وتَبَسَّمَ إليَّ .. وسلمِ علىّ ... فقلت : مُحياكَ مُريب !! وأَمرُكَ عجيب !!
... فلما التقطَ أنفاسهُ ... وقد أذابني إحساسه ...
قال:
أرأيتَ دَمعِي .. حينَ بَلَّلَ مِعطَفِي .. أسَمِعتَ لَعثَمة اللسانِ .. وكيفَ تاهَت أَحرُفي ؟؟!!
أَشَعرتَ بي والقلبُ يَخفِق ... حِينَ ضَمتني يَديهَا
كُلُّ ما في الأمرِ أَنِّي ... ذُبتُ مِن شَوقِي إليها
قلتُ : والله إنكَ تُلغِز ... فَقُصَّ عَليَّ خَبَرَكَ وَأوجز
فقال :
غَازُلتها فأدارت وجهَها خجلاً
فبانَ غمازها في الخدِّ واعتدلا
واجهتُها فانبرى من قوسِ مُقلتها
سهمٌ فقلتُ بروحي قاتلٌ قتلا
فقلت ما اسمُكِ ؟ قالت نادني قمراً
فقلتُ والله بل بدرٌ قد اكتملا
تَبسمت فأضائَت من تبسُّمِها
روحي وما حولها والعالم احتفلا
وحاولت عبثا إخفاءَ بسمتها
أناملٌ ما رَأت عيني لها مثلا
قالت بصوتٍ اذابَ القلبَ رقته
رُحماكَ يا شاعري ذوبتني غزلا
فقلتُ رُحماكِ أنتِ يا معللتي
ذابَ الفؤادُ غراماً والجوى اشتعلا
قُلتُ : مَنْ تَكون ؟؟!! فقال : سِرِّي المَصُون
أَخُط حُروفَ شوقي ثُمَّ أمحو ... مَخافة أن يَرى أحدٌ جُنونى
وأغفو كَى أَراكِ وحينَ أصحُو ... أُداري ظِلَّ طَيفَكِ في عُيونِي
فقلتُ : هل رأيتها ؟؟؟
فقال :
مَا غابَ من أهواهُ عَنّي لحظةً ... فَالقلبُ مني لِلأحبةِ مَنزِلُ
إن فَاتني مَرأى الحبيبِ فطيفُهُ ... دَوماً أراهُ بِجَانِبي لا يَرحَلُ
قلتُ : مَا فهِمتُ !!!
فقال :
غَازلتُها ... وتبسمت .. فرمى الفؤادُ بحبها ... يَبغِى وصالا لا يَرومُ سِواها
هَلا عرفتُم مَن تكُونُ حَبيبَتي ؟؟ ... وَمنِ التي لَبِسَ الفُؤادُ رِدَاهَا ؟؟!!
ثُمَّ تَجهَّم .. وما تكلَّم !! وشَردَ بِفكرِهِ .. فَاحتَرتُ في أمرِهِ ..!!
فقلتُ : ومالك أيضاً ؟!
فقال :
وَأَغيبُ يَوماً .. والعَزيز يظُنُني .. ألهو بِغيره .. والظنُونُ تَزيدُ
وأنا .. وحبري .. والحروفُ جَميعُها .. نَلهُو بِذكرِ الغائبِ الموجود
قلت : ما فَهمتُ مما قلت شيئا !!
فقال : مَالكَ يا إيَاد ؟! سأقصُ عليكَ الخبرَ باتئاد :
وَلجَتُ عليها المحراب
فَاستَغَاثتْ .. واستعاذَت ...
ورحمُها حُبلى بِبوْحٍ !! .. فلما حضر مَخَاضُها .. آوت إلى جذعِ حنين ..... وأَخَذَ الطلقُ
يَتدافعُ تِبَاعاً .. وهى تَعَضُ على
الجذع عساها تتخفَّفُ من بعضِ ما تجدُ من ألمِ المخاض ..
وحينئذٍ حضرَها البثُّ تتنادمُ ندامةَ الكُسَعِّىِ
فما تقول لقومها إن رَجَعَت إليهم تحملُه ؟؟ ! ..
وبينما هىَ على تلكَ الحالِ .. وقد سَافرت ظنونهُا في كُل وادٍ ..
منادَيْتُهَا :
وَهٌزِّي إِليْكِ بِحَرفِي .. وبَشرتُها بِعشقٍ عفيف
وشكوتُها لمَّا أُصبِتُ بِسهمِها ... يا قَومِ إن جَمالَهَا قَتَّال
هذا دَمي في الحُبِ يملأُ كَفَّها ... قالوا : دماءُ العَاشِقينَ حَلال .... !!!
........................................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق