الأحد، 25 فبراير 2018

النخيـــــل الكتــــــب ـ بقلم د.المفرجي الحسيني ـ العراق/بغداد



النخيـــــل الكتــــــب
-------------------------
صباحا في مقهى أُطالع الصحف
ازدحمت بها أرصفة الشوارع
ناشرة غسيل ما يجري في أروقة الدوائر بدون رتوش
ثكلى ناس جياع تمر تذهب دون هدف
مدمنو الشاي والتبغ
جالسون متوسدون الارصفة بانتظار رزق غير آتٍ
تراءى لي وأنا أرتشف الشاي أصبحت صحفياً
نظرت عبر النهر أمامي ساهماً
صنعت لنفسي من شجرة كبيرة أعلاها برجاً أراقب الموقف
جاءت جيوش التتار
أرعب العالم بصنع قنبلة وضعت في الطرقات
استعراض عمال القمامة في كل مكان
يحملون (القمامة) نسوا أن الأهم تنظيف العقول
زال البشر والدواب بفعل الحضارة
نزلت من (مرقبي) جلستُ هادئاً أسمع تراتيل القرآن كثرت هذه الأيام
أشاهد عالم يمشي باستحياء غريب أعبر الجسر بصعوبة بالغة
التزم الصمت عدم التجوال في العيون
: لا تطير نحو الشمس تذيب اجنحة الشمع
تجول بعينيك في أول الجسر تبحث عن شيءٍ لم تعرفه يوماً ما
أمي عندما كنت صغيراً
لم تخبرني لم تحكي لي أن (المشاكل) ستكون هكذا هنا
سافرت كثيراً تجولت في مدن قصيَّة حمقاء فوضى مدهش منها هنا؟
خضت بحار رسيت في آلاف جزر القارات كتب كأنها نخيل
طيورها تقرع أجراس المآذن مدارس جامعات
ساحاتها تماثيل تمثل بناة ابطال هنا تُسرق تماثيل يُباد الجمال؟
أبتسم لبرنامج التلفاز وخطبة الشيخ أقرأ الصحف عن المدارس
الصحة بطاقة تموين فارغة إلا من مربعاتها
أقلب صفحات صفراء محررون جدد يرقصون على الأجداث
لا أحد يمكنه القول أو البوح
روح غاضية
الإنسانية مستاءة قالت الأمم المتحدة
جففوا النهر حتى الآبار مات الزرع سوّيت عمارات بالأرض
جعلوا منها حديقة ترفيهية ملاعب للأطفال تتحول جسرا نفق سيارات
اطلعت ملصق للإعلان على جدران مرحاض
حرباً قادمة تؤذن بالفناء ليستبيح مخزون الغذاء
لن أشارك في هذه الحرب
ابحث عن صديقي عن كلبي تحت الأنقاض
الاف عربات بدون خيول
قاسيت وجدت كلبي مقطوع الرأس بلا أقدام دفنته
أسير متأبطاً صحف محلية متجهاً لطابور ناس
يقفون انتظار وظيفة واحدة معلنة حتى عن زبال او حطاب
عددهم بالآلاف
حُجزت الوظيفة لابن الإمام
أنا طيب كتاب مفتوح اتأمل أسرتي عاجز عن إطعامها
أتأمل جسدي هوى من الذبول انحنى
ممرات دهاليز ثملة
كتبت قصص بلا عناوين بلا أرقام
قاسيت لأني إنسان أعرف إني دمعة الشمس
رابية خضراء يعرفني الأدباء يلجئون إليَّ لنهمس بالأدب والشعر
تساقطت أسناني إثر حلم مخيف بقي لساني معافى لأروي حكايات
إنسان سوف أكون أجعل شفاه الظالمين النائمين تنطق
أحزم دفاتري كتبي مذكراتي لتبدو مثل حزمة العشب
عندما أموت أكتب على شاهد قبري
إني إنسان ليهتدي الأبطال والفرسان نحو القبور
*****
د.المفرجي الحسيني
النخيل الكتب
العراق/بغداد
25/2/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق