الثّريّا 78
تسألُ
تسألُ حبيبها السّماويِّ
بعدَ انقضاءِ مئة حولٍ
على وُدِّهِما الكونيِّ :
ماذا فاعلٌ أنت أيُّها القَمَرُ
بعدما برَرَت وعدكَ وأوفيتَ وُدّكَ المئويّ
لِنجمتكَ المختارة من ثرّياكَ البهيّة
في ليالِ الوجدِ المُبارَكَةِ
للكواكبِ والنّجوم ؟
***
هل ستُطيلُ البقاءَ في فردوسِكَ العِلويِّ
أم عزمتَ الرّحيلَ
إلى حيثُ يحملُكَ الشّوقُ على جناحِ الضّوءِ
ونسمةٍ شرقيّةِ المولدِ غربيّةِ الهوى ؟
***
أعلمُ تقصيري في نفسي
لأنّي لَم أُعِدّ لكَ سَلّةَ وردٍ
وطبقاً منَ الحلوى الّتي تليق بك
وأنّي لم أكُن على قدرِ حُسنِ ظَنّكَ بي
وأعلمُ أنّي حبيسةُ المعصمينِ
أسيرةُ الفؤادِ
سجينةُ الرّوحِ
غيرَ أنّي أُشهدُ الرّحمنَ
أنّهُ ما هزّني ريحٌ ولا برقٌ ولا رعدٌ
كريحِكَ المُباركَة وبروقِكَ الصّاعِقَةِ
ورعودكَ الميمونَةِ
***
أُشهدُ نفسي أنّكَ في باصرتي
أجلستُكَ كرسيّ عرشي
أُشهدُ ربّاتِ الحُسنِ والخصبِ
والحبِّ والجمالِ
أنّي أعددتُ لكَ مُتّكاً في واحاتِ عِشقي النَّديِّ
***
أُشهدُ الفجرَ وليالٍ عشر
أُشهدُ الفجرَ وليالٍ إحدى عشرَ
بأنَّكَ لم تَغِب عن مرآتي
طرفةَ عينٍ
عشرةُ عقودٍ مرَّت مرَّ السَّحابِ
كأنَّها بُرهةٌ
أو بعضُ بُرهةٍ
لستُ أدري
د. بسّام سعيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق