السبت، 24 فبراير 2018

قصة حرف 24 - اللغة الخرساء بقلم د. مهندس / إياد الصاوي

( تابع قصة حرف )..( 24)..( اللُّغةُ الخرسَـــــــــــــــــاءُ ) ....

بقلم / عابر سبيل د. مهندس / إياد الصاوي

مَسافةٌ غَارِقةٌ في الشوقِِ تفصِلُني عنكِ..!!
يَنبضُ الحرفُ بتمتماتِ القلقِ .. تفقدُ رواسي المشاعرِِ اتِّزَانَها ..!
يشتاقُ الصمتُ لصخبِ الدروب ..
يُواسِي حيرته بأمل ٍ مُستتر ..... اشتقنا لكِ أَنا وَالْمكان
مروركِ بواجهةِ الخيالِ يُدلِقُ الكلماتِ دونما توقف ..
ولو كانَ مجرد اسمكِ قرأتُه في مكانٍ مَا .... وأنا كنت قد خاصمتُ الحرفَ نبضاً ورؤية..!!
وأمُدُّ يدي أتَلمَّسُ الحرفَ على سطحِِ شاشةٍ باردةٍ حيناً
وحيناً تُغري بالتَوغلِ فيها كَالرمالِ المُتحرِّكة..!!
يراوغُ الحرفُ مِنِّي .. وأنا أراودهُ بالبقاءِ تحتَ أناملي .. أتحسسهُ وأتنفسهُ ..!!
ما يُصيبني صَار يُخيفني ... فَالحرفُ لا يَكُفُّ عن إغوائي..
وأصَابِعي جَوعَى لاغتِرافِه..
انسلَّت أصابِعي من كفي مُرتَجِفَةً .. لِتُمارس شَغبَها عند شفتيكِ ...!!
محاولةً مني للاطمئنانِِ عن حَريقِهمَا لِثغري..
أراكِ هذا المساء تتسللينَ لِمخدع الفؤادِ الذي مَهَّدتُّه لكِ ...
أيُُّ حماقةٍ تلك التي تجعلني أنزوي بين عينيكِ لأكون كُحلاً بِطَرفكِ ..؟؟!!
أُزوِّدكِ بالسهامِ لِتَرشُقِيني بها .... مَرةً بَعد مَرة ..!!
معكِ فقط أرفض أن أوقِظُ عقلي ..
معكِ فقط يطيبُ لِي أن أزهدَ بكلِ مَن حولي ..
معكِ فقط يطيب لي أن أفضح أمري ..
أيُّ حماقةٍ تلك التي تجعلني أرى كُلَّ النساءِ بكِ ..؟؟!!
وَأيُّ جنونٍ ذاكَ الذي يُجبِرُنِي أن أراكِ تلك الأنثى الوحيدةُ بعالمي..؟؟!!
ينقلني من خلالهِ مَاردُ الشوقِ فَوقَ بِساطِ اللَّهفةِ إليكِ..!!
ينزِفُ آخرَ قطرةِ صمودٍ بهِ ليقولَ : وكم أُحبـــــــــــــــــــكِ
ورأيتُها سبحانَ خالِقِها الذي ... جعلَ الجَمالَ بوجهِها وضَّاحا
رِيشةٌ أنا في مَهبِّ ... طيفَكِ ..
طفلٌ تَبلَّلَ بالظمأ ..
يقولُ لَها اتئدي..
الحبُّ ابنُ الشكِّ يا فتنتي ..
فنهرُ الهوى خالدٌ لا ينضَب .... فتعالي منه نشرب ...
مشلولةٌ اللحظاتِ دُونكِ ..!!
تَستقرِئُني على استِحياء..
تُناشِدُنِي التزاحمُ فيكِ ..
كُلِّي عَلى اسْمِكِ يَسِيلُ ..
تخلفين خلفك شهيداً ..
و دَماراً لغوياً ..!!
و كلماتٍ لاجئةٍ للصمتِ ..
واللُّغةِ الخرسَاء ..!!..
.......................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق