الأحد، 25 فبراير 2018

حبييبتى بقلم / خالد سليمان

إلى الغائبة التي لا تغيب ، وإلى الراحلة التي لم ترحل ، إلى زوجتي - سلوى - رحمها الله : أهديها تلك الخاطرة عسى أن تزورني في منامي مرّة :
--------------------------------------
حبيبتي ، زورويني في منامي مرّة ، بقلم وألوان : خالد سليمان
************************************************
حبيبتي :
زوريني في منامي ، 
أشتاق إليك 
وأعشق عذاب تذكّرك 
لأنّه يجعلني أفتّش في دفاتر أيّامي 
عن ذكرياتي الجميلة معك 
فأذكر وأذكر وأبتسم وأبتسم 
وأحيانا كثيرة أبكي وأبكي وأبكي
كم تخنقني الجدران الأربعة حين تخلو من خطواتك ؟!
ومن جلوسي معك وتمدّدك بجواري
وحين أنادي عليك ؛ فلا يردّ أحد
ما أصعب أن أناديك الآن ، فلا يردّ صوتك المضيء عليّ !
وما أصعب أن يأتي الليل بملابسه السوداء ليجالسني أخرس صامتا !
وتبكي ساعة حائطي من ثقل اللحظات 
وأغيب في نظرة طويلة أتذكّر ربيعا ينام في عينيك 
عندما أستحضرك خلسة من عيني الليل الثقيل الذي يجثم على قلبي
حبيبتي :
زوريني في منامي ، 
أشتاق لنظرة واحدة ترشّين بها حياتي بماء الحياة من غيثك الحنون
فقد داهمها الجفاف منذ غبتِ 
التصحّر يغزوني ويقتات كل أخضر فيّ
كبرت ألف عام من بعدك وجفّ فيّ كلّ شيء 
بل ومات فيّ كلّ شيء 
ماذا أخذت معك ؟
هل أخذت روحي معك وتركتيني جسدا بلا غد بلا روح ؟
من الذي مات فينا أنا أم أنا ؟؟ ولست أنت 
حبيبتي :
زوريني في منامي لحظات ، 
اشتقت لرؤية حياتي التي تتجدّد في عينيك وتبدّل ثيابها القديمة 
وتلبس ثياب العيد في أروقة عينيك 
أريد أن أبدّل ثياب العيد بملابس الحزن التي آلمتني
حبيبتي :
زوريني في منامي ، 
أريد أن أتأمّل ملامحك ؛ لأدرك سرّ نموّ غابات الشوك في أيّامي بعدك
دعيني أرتحل في حدائق وجنتيك ؛ 
لأرى كيف تحوّلت بساتيني إلى صخور بازلتيّة قاسية تطحن الأمنيات
حبيبتي :
زوريني في منامي ، 
دعيني ألمح في ابتسامة شعرك دفء الحنان الذي غاب عنّي وتركني لأشواك اللحظات
حبيبتي :
هل ستزورينني في منامي ؟
سأنتظرك كلّ ليلة ،
حين أدعو الله لك في جوف الليل أن يجعلك في أحلى مكان ومع أحلى رفقة 
اللهم ارفق بقلبي 
اللهم ارفق بروحي 
اللهم ارزقني الصبر على فراقها يارب
اللهم بدّل سيئاتها حسنات يارب 
واجزها عنّي كل خير وبرّ 
اللهم ارفق بها وارحمها رحمة تليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك 
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
اللهم اغفر لأبي وأمي وزوجتي ، اللهم آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق