الاثنين، 26 فبراير 2018

إلى روح وسيم بقلم / جمال نصير

إلى روح وسيم...
.....................
قصيدة مهداه إلى عالمنا العربي المسلم... عن قصة الطفل السوري (وسيم زكور) التى تزلزل الحجارة..ولكنها لم تحرك شئيا فى قلوب المسلمين ...
إنها أحدى قصص المآسي فى سوريا الجريحة …عاش يتيماً ومات وحيداً .. فقد أهله تحت قصف الكفار للاحيا السكنية ..حافياً لم يجد إلا حذاء بمقاس والده يحميه من قساوة الطريق الذي كان تنهش قدميه الصغيرتين ..
جائعاً و ما كان يجد ما يطعمه إلا كسرات خبز يسد بها رمقه .. 
معدما فكان يعيش على القمامة التي كان يودعها كيسه الأسود الذي بقي له في هذه الدنيا الموحشة ..
وعندما نام على الرصيف.. مات ....ولم يشعر به أحد..
وجدوه مسجى هو على قارعة الطريق إلى جانب كيس القمامة الأسود الذي ما فارقه وكان أوفى له من كثير من بني البشر .. متحلل الجثة لم يجد من يدفنه أو يشيع جثمانه إلا العراء .. وإلى الخلف قليلا حذاء ضخم قديم “يستحي” أن يروي قصة انحطاط أُمة ,
وسيم زكور لم يجد يد حانية تخفف عليه ألم سكرات الموت، لم يجد حضنا يضمه بين ذراعيه، لم يجد من يبكي عليه، ولا من “يغسله” ولا من يدفنه وكأننا نعيش في زمن الغاب، 
آه يا وسيم ...حسبك الله.
وإليكم القصيدة...
إلى روح وسيم....
...................
قم يا وسيم 
قم يا وسيم من الخلود وصف لنا...
كيف الجحود...
كيف إعتراك الخوف من هذا الوجود
و الخوف من بشر هنا..
صاروا بوطنك هم لصوص... 
وأقنعوك بأنهم......خير الجنود..؟!
*****
ماذا ورثت من الجدود...
نعلاً يفوق بعهده.. كل الوجود
كيساً من اللمم المبعثر من بقايا الأثرياء..
وهناك في كفّيك..
فى عينيك...
فى الجسد الهزيل تسيل أنهار الدماء..!!
و هناك خلف السائرين على الطريق ...
يثور.. يرتعد البغاء..
قم يا وسم وصف لنا...
كيف استطعت تسير رحلتك القصيرة وحدك
ماكان يصحبك سوى......هذا العناء..؟!
*****
قل يا فتى..لا تستحي..
فالكل فى هذى الديار...
بلا حياء...
لا تستر العار الجلي عن الجميع
فالكل يا طفلي اليتيم
مسافر...
وعلى الطريق ....بلا عزاء
حتى العجائز والنساء...
صرنا جميعا...في البذاءة ..أوفياء
*****
قتلوا أباك...
هدموا البيوت وشيدوا فيك الخواء
وبقيت وحدك يا ضنى القلب الحزين...
بلا رجاء..
قتلوا الطفولة فى الفؤاد ودنسوا...
في مقلتيك بنعلهم...
والطائرات تصب فى أذنيك حقد الاشقياء..
ومشيت فى درب الحياة بمفردك
وعلى الطريق يسير جنبك سائرون
والكل يا فلذة فؤادى...نائمون
لا يشعرون
ولربما..عزف الكثير وهم لجثتك البريئة ينظرون
يتراقصون
وهناك من ضعفت يداه
وهناك من باع الحياة..
وهناك من فقد الشهامة ..والرجولة...والعطاء
وبقيت وحدك فى العراء
*****
أكمل حديثك يا وسيم وصف لنا...
ماذا رأيت هنا بدار المسلمين..سوى الجفاء
ماذا تقول الذكريات وانت فى برد الشتاء
وحدك تسير وكان فى قدميك نعل جائع
أعطاك أكثر من عطاء الاتقياء..
نعل اذا ساءلته...
كم ضقت يا نعل من البشر اللئيم..
فلن يكف عن البكاء
****
أنسيم هل ماتت بموتتك الحروف
وعجزنا – نحن العُرب – عن وصف البلاء
فإذا يحدثنا النعال..
والكيس فى كفيك يحمل ما تبقي من غذاء...
قد جئت فيه من القمامة...من بقايا المترفين
ومن نفايات الظباء
قل يا نعال...
سكت النعال 
ورأيت فى عينه بعض من مشاعر...لا تُقال
مات الفتى...
وبموته ...
عاشت هنا كل النعال 
ودام للعرب....الشقاء...
*****
#جمال_نصير
فبراير 2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق