الأربعاء، 21 فبراير 2018

"مَرَارَةُ التَشْرِيدُ للأُمّ ومَوْلُودُها الجَدِيد" كتب ـ د. أحمد شديفات


بسم الله الرحمن الرحيم
"مَرَارَةُ التَشْرِيدُ للأُمّ ومَوْلُودُها الجَدِيد"
وفي ليلة ليلى ظلماء غبراء وقد غاب القمر وهدأ البشر فاجأها المخاض ورددت "قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا" الويل ثم الويل لأبيك ، وقد نزل المولود المشؤوم النذير العريان صارخا بملء فيه يشتم ويسب على جده لأمه تاجر النسوان، وعلى أبيه الشيطان الولهان الذي تركه عريان من كل شيء يتعلق به الأنسان من نسب أو حسب فاغرا فاه كعصفور جوعان، رماه أباه في أحضان أمه الصغيرة يتخبط في حجرها ويلقم ثديها في عالم النسيان ،والنهاية مرعبة وخسارة فادحة، هل تعلم ماذا أرسل الشيطان الولهان إلى تاجر النسوان الرخيص الخسيس الذي قلبه من حديد طلبا غريبا عجيبا؟؟؟ لا تتوقع ان يطلبه إلا الشيطان إبليس اللعين ، فقد طلب الشيطان الخسران إعادة ما دفعه من دنانير ثمن متعته الجنسية؟؟؟، ولم يسأل عن نهاية إنسان مسكين حطمه أبد الأبدين ،فهو لا يعبأ ولا يفكر بأم او طفل رضيع ،وإنما يفكر بإعادة الفلوس وقلة الناموس ،وهكذا تمر الحكاية بهذه المرارة والنهاية المخزية، 
ونرجع الى قول الله تعالى " وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ" سؤال لا يحتمل إلا جواب واحد وأد الإنسان- الجد تاجر النسوان وأب الصغير- أبنائهما بدون ذنب او شفقة وحنان ولا نقول عنها شريعة الغاب فقد رأيتم كيف القطط والكلاب تحمل صغارها بين أسنانها، قال عليه الصلاة والسلام "... حَتَّى تَرْفَعُ الدَّابَّةُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ "إذن ماذا دهاك أيها الإنسان حتى نزلت درجات أقل من الحيوان؟؟؟ سعيت إلى ذلك بفعلك وعملك وطمعك واستغلال ظروف البشر وقلبك "حِجْرًا مَّحْجُورًا " نزلت وتنازلت عن القيم والشهامة والكرامة والأعراف والأخلاق إن وجدت عند مثل هؤلاء وتمرغت بالتراب سبع مرات ،فهي اللعنة التي تلاحق هؤلاء أباء البنات الصغيرات المظلومات قال صلى الله عليه وسلم "... فتُغلَقُ أبوابُ السماءِ دونَها ، ثم تَهبِطُ إلى الأرض ، فتُغلَقُ أبوابُها دونها ، ثم تأخذُ يميناً وشمالاً " تلاحقهم اللعنة أينما حلوا أو فروا، ثم في النهاية نادى مناد بأعلى صوته قد قامت قيامة هؤلاء تاجر النسوان ورفيقه الشيطان الولهان الجزار الآن قبل مرور الزمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق