الأحد، 21 يناير 2018

صومٌ ...ولذّة الإفطارْ بقلم الشاعر / محمد الريحانى


*صومٌ ...ولذّة الإفطارْ*
...............
دع عنك ثرثرة الفجّارْ
ولتأكل الحسنات من لسان الثّرثارْ
وكن كالميّت السّاكن المقبرة
يسمع ولا ينطق..... 
ولا فرق عنده بين ليل صامت 
أوهذيان متشدّق في وجه النّهارْ
لحكم الصّمت فضيلة يالبيب
إلزام من دواعي العفو نصيب
عند اكابرالقوم مقدرة ....
كرم لسان صبّار.....وإيثارْ
أبكثرة كلامك عند الخصام
أوبضجيجك لآذان الأنام 
يقال عنك الرّجل الفتيّ، 
الجبّار بين الجبابرة القهّارْ؟
فالرّاحة والسّلامة المحمودة 
في غلق الفم .....وسحقا للأوزار
وكتمان الغيض عزّة نفس من الشّيم
وإخماد النّارباللين سكينة .....وهذا هوالإنتصارْ
فالصّمت حكم وقليل فاعله
ألا بلسان الحق حدّثنا حبيبنا 
الصّادق الأمين نبينا المختارْ
نطق الصّاحب الصّدّبق
وكاد أن يشتعل الحريق
هجرالحبيب المجلس من ضيق 
وقيل ،لا يجالس الحبيب في مجالس الفجّارْ
بالله عليك،أسمعنا يوما للنّار كلامْ؟
ياسلامْ !!!
الم تقهر بصمتها كل عنيد 
صلب الجأش كالحديد 
عتلّ زنيم ْ...؟
وهوشقفة طين.... وفخّارْ
فلما الإنكارأيّها الأبرارْ؟
شعلة النّيران خفيّة .......
في قلوب الأصفياء صفيّة،وفيّة
شرار....والفؤاد من وهجها محتارْ
الصّمت ليس بكم أو خرص،
أوعلّة مستبدّة بلسان،أو نقص
أومن خوف ،مراعات للآذانْ
بل هوعند الأسياد عبادة 
وعند الأشراف نعم الإختيارْ
كنذرصوم.....عند مريم 
أوترتيب روح ..... عند قوم
قوامه إمساك عن الكلام 
إجلال هيبة....... وإكبارْ،
فضيلة سرور، للحكماء وقارْ
يد الصّبرتقدح الزّنادا ....
وهج السّيوف نفض السّوادا،
غصرات روّعت أكبادا
وخلف الصّدوركم من الأسرارْ
ومن ضياء الشّمس أجمار
ومن الأقمار تسطع الأنوارْ
تشتعل في خدرها الجمرة
تجري على اللسان المهرة
تلقين فكر وثمرة أذكارْ
لله درك أيّها الصّمت الجميل
في الحشا مرارةٌ.... طعمك 
وفي العلن عذوبةٌ ...صيامك 
وترتيل قيامك نغم الأوتارْ
جليل أنت.... وحملك ثقيل
وأنت أيا صمت.....
بحكمة الرّضاعمّرت الخلاء 
وبالصّبرهزمت فتنة الجبناء
وقسمت شوكة الأشرارْ
تلاشى الرّماد .....والزّبد جفاء
وماينفع التّربة الا الإصرارْ
تراها تهتزّمخضرّة يافعة
وكم ضحكت فضحكت على الإعصارْ
لمّا تلقي من صدرك الحكمة 
ثماربواعث همّة وعزم رجال 
عظماء أشدّاء كالماء أطهارْ
لينبت الوردعلى الشّفاه دليلا
ويثبت الصّمت أنّه الكفيل الوكيلا
وأنّه في الخفاء هوالولادة 
هو صمت لصدى الإنفجارْ
وأنّه في الجهر.....هوالوسادة
للرّاحة حينا، وكم من إفادة
وأحيانا حراك حثيث وإعمارْ
فلا تترك الصّمت يالبيب
فهوالكنزالعظيم ككتاب 
حكمه العدل والصّواب
حكمة.......
نعمة ورزق.....تحت الجدارْ
.............ريحانيت
بقلم المفكّر الشّاعر التّونسي *محمّد الرّيحاني*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق