الاثنين، 29 يناير 2018

عجل بما شرب الماضون بقلم محمد الفضيل جقاوة


عجل بما شرب الماضون ..
آه يا أمتي أما تشفقين قليلا ..
.
عجّــل بما شــرب الماضون يا قبر 
بئس الحياة و بئس القــوم و العصر
.
يا ويح قـــــوم يقود السّوط دولتهم
و يتبــع السيفَ مـــن تدجيله الفكرُ
.
إنا فتلنا خيـــــوط الليل مــن زمن
فهل يُلام ســوانا و الدجــــى غــمر ؟
.
ها قـــد وقفت على الأجداث معترفا
إني لأحسد مـــن في الأرض قد قروا
.
ليـــــلا أتيت أبـــوح الشوق محترقا 
فــــــارحم أيا قبر ليثا هدّه الضّـــــر
.
لكم شربت كؤوس الصّاب في صغري
و لم تزل سفها يحــــلو لها الهصر
.
خمسون عاما .. دنان الحزن تسكرني
و ما استحت عجبا أو ردها عذر
.
وحدي تحيط بيّ الأمــــوات محدقة
ملء العيون ترآى الجبن و الغدر
.
اذا دعـــــــــوت بني أمّــي لمكرمة 
ولوا و طيّ الحشا من غلّهم جمر
.
لا يكبرون ســـوى الجلاد يهمزهم
تدعوا السياط فتحني هــــامها الحمر
.
قد عبّأت أكــؤسي الأوجاع جائرة
و حــــطّم الدهر حلما كسره الكسر
.
غنّيت للوحــــــــدة السمراء أعشقها
فما استجابت و أودى بالهـــوى السمر
.
نصل الشتات دجى يجتاح خاصرتي
أنا القعيد و حـــولي يركض الدهر
.
لكم دعــــــوت إلى الأنوار أرسلها
شمسا و يحجبها التدجيل و الحظر
.
و ما أعــــــود بغير الصّد أرشفه
سمّا يمور به الإجحــــاف و النّكر
.
و أصنع الفلك للطـــــوفان منتظرا
فيسخر القوم يُحلي سخرهم سكر
.
قلبي يرى جللا فـي الغيب مستترا
فالغيب لي كرما من خالقي سفر
.
أرض الظلام متى الأنوار تغمرنا
و الشمس في وحل و الأفق مغبرّ
.
يا ويح قومي هي الأهواء جامحة
قـــــد امتطوها و ما يدرى لها زجر
.
يطغى الحنين إلى الأوثــان من سفه
في كـــــل عام لها من تعسنا نذر
.
أحيا الجهالة فــي الأقوام سادنهم
كـــــــــأن أمسهم يرجى به الفخر
.
لا يدرك المجد من يهفو لدجنته
المجد آت يجــــاري خطوه الفكر
.
لكم أرى في مجـــاني الضاد بعثته
قــــــــرآن فجر به يسترجع الفجر
.
هيهات يرشف شهد النور ذو عمه
يرى الرطانة سحرا دونه السحر
.
آمنت بالله لا أعـــــــــدو شريعته 
فما سواها بيوم الروع لــي ستر
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة
28/01/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق