الاثنين، 29 يناير 2018

وصايا أب لابنه بقلم / مرازقة فريد

وصايا أب لِابنه ( إعادة نشر - كاملة)

كُنْ صَبُورًا فِي المآسِي الضَّارِيَاتِ
ســَوْفَ تنْسَى شـَرَّهَا و الخَيْرُ آتِ
إنْ أتَاكَ العَـــــبْدُ ضُرَّا بـــَعْدَ جَهْلِ
فالتَمِسْ لِلْعَـــبْدِ عُذْرًا فِي سُكَاتِ
و أتَّخِذْ مِنْ عَذبِ قولٍ قـيلَ قَبْلًا 
حَامِيًا يَكْفِيكَ شــــــَرَّ المُعضلَاتِ
لَا تَكُنْ كَالنَّارِ تـــَـــــشوِي كُلَّ عَبْدٍ
تَشتَهِي للَّحــمِ حَرقًا فِي المَمَاتِ 
لَا تُكَبِّرْ نَمْـــلَةً فِي الأرضِ عَاشَتْ
لَا تُصَغِّرْ صَــــخْرَةً مِـثْلَ الفُتَاتِ
لا تَكُنْ مُسْـتَعْجِلًا فالرَّكْضُ مَوْتٌ 
لَا تكُنْ مُســتَذْئِبًا مِثْلَ الــــبَنَاتِ
كُنْ صـَدُوقًا صَادِقًا فالصِّدْقُ خَيْرٌ
لَا تَكُنْ حَبَّابَ قـــَذْفِ المُحْصَنَاتِ
إنْ أتَاكَ اللَّهُ خــَيْرًا بَعْدَ عـــــُسْرٍ
لَا تَكُنْ جُلْمُودَ صَخْرٍ فِي الحَـيَاةِ
و اسـْتَعِنْ بـــاللَّهِ إنَّ الــلَّهَ يَدْرِي 
لَا تــَكُنْ تَبَّاعَ إنــْسٍ فِي الصِّفَاتِ
وَ انْتَصِبْ للهــَمِّ صـَخْرًا لَا يُبَالِي 
إنَّ بَعدَ العُـسْرِ حَــــلَّ المُشْكِلَاتِ
إنَّ خَيْرَ الصُّحْبِ حـَرفٌ فِي كِتَابٍ
لَيسَ خَيْرُ الصُّحْبِ عَبْدًا فِي سُبَاتِ
إنَّ قَوْلَ الحَـقِّ فَوْزٌ لا يُـــــــضَاهَى
لَا تَـكُنْ دَفَّانَ حــــَقٍّ كَالـــــرُّفَاتِ
يا صَغِيرِي لَا تَزِدْ مِنْ وَقعِ صـــَوْتٍ
لَا تُرِدْ بِالـصَّوْتِ لَـفتَ النَّاظِرَاتِ 
لَا تُؤَجِّلْ حاضـرَ الأعــــــْمَالِ عَمْدًا
وَ اتْقِنِ الأَعــْمَالَ حُبًّا بالـــــنِّيَاتِ
لَا تَكُنْ طَـلَّابَ رِزْقٍ مــــــــِنْ عِبَادٍ
بَلْ تَـسَلَّحْ بِالأَيـــــَادِي العَامِلَاتِ
لَا تُجَادِلْ جَاهِلًا فِي الــقَوْلِ يَوْمًا
بَلْ تَرَفَّعْ عَــنْ نـــُبَاحِ الـتَّافِهَاتِ
لَا تـُنَافِقْ، لَا تـُكَابِرْ، لَا تـُـحادِثْ
أُمَّةً عَنْ فِعـْلِ خـَيْرٍ أوْ صــَلَاةِ
وَلْتـُعِنْ مُحتَاجَ عـــَوْنٍ لَا تُبالِ
إنَّ عَوْنًا قَدْ يَقـِيكَ الحـَارقاتِ
لَا تَكُنْ كَالضَّبْعِ تــَقْتَاتُ البَقَايَا
و اقتَنِصْ كالسَّبعِ رِزقًا فِي ثَبَاتِ
يَا بُنَيَّ! العـِشْقُ صَخـْرٌ فِي قُلُوبٍ
فابْتَعِدْ عَنْ عَذْبِ قـَوْلِ العاشِقَاتِ
عِشْ خَفِيًا مِثْلَ ظِلٍ تــَحتَ جِسْمٍ
لَا تَعِشْ كَالنَّجمِ دَوْمًا فِي شَتَاتِ
لَا تـَثِقْ بِالـنَّارِ إنَّ الـــنَّارَ ســـِحْرٌ
يَجْعـَلُ الأمْواتَ نـُورًا لِلْعُـــــصَاةِ
لَا تُجَالسْ أَصْدِقَاءَ الـسُّوءِ سِرًّا
و اتَٰبِعْ أحــْبَابَ فِعْلِ الصَّالِحَاتِ
لَا تُصَعِّرْ خَدَّ وَجْهٍ فـي افــْتِخَارٍ
إنَّ بَعْدَ الفــَخْرِ ذُلَّ النَّاطــِحَاتِ
لَا تُعَانِدْ جَهــْلَ قـَوْمٍ فِي خِلَافٍ
قَدْ يَصِيرُ الجَهلُ حَرْبًا فِي انفِلَاتِ
و ارْفَعِ (السِّرْوَالَ) فـَخْرًا لَا تــُقَلِّدْ
جَاهـِلًا قَدْ يَبْـتَغِي لِبْسَ العُرَاةِ
لَا تَكُنْ بُرْكَانَ رُعــْبٍ حِينَ تَغضَبْ
و لـــْتَقُلْ ( رَبِّي غَــفُورُ السَيِّئَاتِ)
كُنْ صـــَبُورًا بَارِدًا غَـطَّاهُ ثــــَلْجٌ
لَا تَكُنْ كَالجَمْرِ يَشوِي اللَّامِسَاتِ 
لَا تُحِبَّ الغَرْبَ إنَّ الغَرْبَ عَادُوا
أُمــَّةَ الإســـْلَامِ مُـنذُ الغَابِرَاتِ
كَمْ تَمَــنُّوا مَحــْوَنَا أوْ دَفــــْنَنَا
كَمْ أرَادُوا مَســْحَنَا بِالمَاسِحَاتِ
إحــتَرِمْ مَنْ زَادَ عِلمًا لَا تُكَابِرْ
و لْتَكُنْ صـَيَّادَ عـِلْمِ الـــبَيِّنَاتِ 
لَا تَجَسـَّسْ، لَا تــُبَاغِتْ، لَا تُجَامِلْ
لَا تُبَاهِـــــي مُبْدِيًا كُلَّ الـثِّقَاتِ
لَا تُـصَفِّرْ، لَا تــُزَمِّرْ، لَا تــُطــــَبِّلْ
لاَ تُضَيِّعْ سَاعَةً فــِي الفَارِغَاتِ
لَا تُصَاحبْ مَنْ تـــَعالَى أوْ تَكَبَّرْ
أوْ يَظُنُّ النَّفسَ حُوتًا فِي الفُرَاتِ
كُنْ جَمِيلًا،كُنْ بَدِيعًا، كُنْ بــــَشوشًا
لَا تُحَـدِّقْ مَاسـِحًا كُلَّ المـُشَاةِ
قُلْ( أبِي، أُمِّي) مُطِيعًا كُلَّ أمــــْرٍ
و لْتكُنْ بـــَسَّامَ ثـَغرِ الوَالـدَاتِ
يَا بُـنَيَّ! الوَعْدُ طَلْقٌ مِنْ رَصـَاصٍ
لَا تَـخُنْ فَالوَعدُ هَزَّامُ الـقُضَاةِ
كُنْ رَؤوفًا،كُنْ حَلِيمًا،كُنْ عَطـُوفًا
لَا تَكُنْ فـَضًّا غَلِيـضًا كالْجُـفَاةِ
و اسْتَمِعْ للذِّكـْرِ إنَّ الذِّكـــْرَ نُورٌ
و احفظِ القُرآنَ و أنسَ المُلـْهِيَاتِ
قَامَ طِفلي قَائِلًا مِنْ بَعْدِ صـَمْتٍ
(يَا أبِي أهْدَيْتَنَا أغْلَى الـــهِبَاتِ
إنَّنِي شِبْلٌ وَ قَلبِي قَلْبُ ســـَـبْعٍ
كَيْفَ لَا و الطَّفْلُ وَرَّاثُ الـصـِّفَاتِ 
إنْقَضَى وَقْتٌ بأَخْلَاقٍ تــَمـــَيَّزْ
قَدْ أتَى وَقتٌ حَبِيبُ المُنـْكَرَاتِ
فِي جُيُوبٍ هَاتـفٌ رَنَّانُ صـَوْتٍ
يَنقُلُ الأَخـْبَارَ قَـبْلَ النَّاقــِــلَاتِ
و"المَسَنْجَرْ"يَا أبِي قَدْ صارَ فَرضًا 
حَمَّلَ"المِيـسَاجَ" فــَوْرًا لِــلْبَنَاتِ
عَالِمٌ يَــشْقَا وَ يــَبْكِي بَـطْشَ فَقْرٍ
صَارِخًا"قَدْ فَاتَ وَقْتُ المُعْجِزَاتِ"
لَاعِـبٌ، مِنْ أَرْضِ"عِيسَى"قَدْ أتَانَا
جَمَّعَ الأَمْوَالَ مِــنْ رَكْلِ الكُرَاتِ
"نَاهـِقٌ" قَدْ صَارَ نَجـْمًا للـشَّبَابِ
يَصْرِفُ المِلْيَارَ فِي حَبـسِ الدُّعَاةِ 
لَيْسَ ذَنبِي يَا أبِي إنْ صِرْتُ مَسْخًا 
تَابـِعًا لِلعَـبْدِ فـِي سُوءِ الصِّفَاتِ
لَا تــَلُمْنَا نَحنُ جِـيلٌ زَادَ ظـــُلْمًا 
لَا تَكُنْ مُستـَعصِيًا مِثْلَ الطــُّغَاةِ
عَصْرُنَا يَا والِدِي عَـصْرٌ شَدِيدٌ 
قَاتِلٌ فِي أرْضـِنَا كـُلَّ الــنَّبَاتِ
لَيْسَ ذَنْبِي يَا أبِي إنْ كُنْتُ صَخْرًا
أُغـْلِقُ الآذَانَ رَفـــضًا لِلــعِظَاتِ
عَصْرُكُمْ قَدْ كَانَ وَرْدًا فِي حُقــُولٍ
عَصْرُنَا قَدْ صـَارَ قَبْرًا فِي الحَيَاةِ)
يَا أبِي إنِّي صـَـغِيرٌ لا تــَــلُمْنِي
إنَّ قَلْبِي كــَانَ صَـيْدًا لِلخُفَاتِ(1) 
أرْضُ غَـرْبٍ قَدْ أتــتْنَا بالـلـِّبَاسِ
كَيْفَ لَا و العُرْبُ نَامُوا فِي سـُبَاتِ
أطْعَـمُونَا، أَلْبَـسُونَا ثـــُمَّ قــُلْنَا
(أَلْبَسُونَا فِكْرَهُمْ مِــثْلَ الـغُزَاةِ) 
كُلُّ شيءٍ يَا أبـي هَا قــــَدْ أَتَانَا 
عَبْرَ بَحْرٍ، مِنْ أرَاضـِي الكَافـِرَاتِ
ذَا حَلِيبٌ، ذَاكَ لِـبْسٌ، ذَا غِــطَاءٌ
قَدْ غَزَوا أسـْوَاقـَنَا بالمـُنتَجَاتِ 
بَعدَ خِـيرٍ وَافــِرٍ زِدْنَا جُحـــُودًا 
قَدْ أكــَـلْنَا ثمَّ قُلــْنَا الجَارِحـَاتِ
كَيْفَ عِشْنَا،كَيْفَ صِرْنَا فِي نَعـــِيمٍ؟ 
يَا أبِي لوْلَا حُضــُورُ الـــوَارِدَاتِ
هَلْ عَلِمْنَا؟هَلْ عمِلْنَا؟كَيْ نُـعَادِي
مَنْ أتَانَا كُلَّ شيءٍ فِي الحَيَاةِ
كَيْفَ نَنسَى أنَّهُمْ أقوَى بعــِلْمٍ
مِنْ شُعُوبٍ يَتبَعُونَ الرَّاقِصَاتِ
يَا بُنَيَّ الغَرْبُ لَا يَحتَاجُ دِيـنًا
بَلْ يُريدُ العُرْبَ كـَلْبًا لِلقُضَاةِ
سُمُّهُمْ قَدْ جَاءَ عَبرَ البَحرِ لَيْلًا
قَدْ غزا مـينَاءَنَا بِالمُــسـْكِرَاتِ
هَلْ ظَنَنْتَ الـغَربَ قَدْ آتـُوكَ حُبًّا
أكـْلَهُمْ أَوْ شـُرْبَهُمْ بِالــحَاوِيَاتِ
لَا وَ رَبـِّي إنـَّهُمْ عـَبُّوا بُطــــونًا 
بِالسُّمُومِ الهَارِيَاتِ القَاتــــِلَاتِ
فِي لِباسِ الحَمْلِ جَاؤُوا أوْهَمُونَا
أنَّهُـمْ قَدْ أَنـْقَذُونَا كَالــــــحُمَاةِ
يَا حبِيبِي!يَا صَغِيرِي!عِـشْ بِوَعْيٍ
لَا تـَكُنْ تـَبَّاعَ غَـرْبٍ ،يا حَيَاتـي
كَيْ تَرَى الأشيَاءَ حَقٍّا دُونَ لُـبْسٍ
فَلْتُفَتِّحْ أعْـيُنًا كَالـــكَامــِرَاتِ
و اتْرُكِ الوِجْدَانَ إنَّ القَلْبَ أعــْمَى 
و لْتُـفَكِّرْ بالعُقـــُولِ الـنَّابــِغَاتِ
بـــَعْدَ أكــْلٍ أو لـــِبَاسٍ قَدْ دَفــَعْنا
نِفـطَنَا، أثــمَانَها بَعدَ الــــشَّتَاتِ
أكْلُنَا قدْ صَارَ سـُحْتًا في بــُطــُونٍ
هَمُّنَا قَدْ بَاتَ مــالَ الــوَارِثَاتِ
قَدْ حَـفَرْنَا قَبْرَنَا مِنْ جَهْــــلِنَا 
و استَـفَقْنَا فِي بِحَارِ المــُحْدَثَاتِ
.
هامش:...................................
(1) خُفاتِ: خفت الرجل : مات فجأة- خفتت دقات قلبه. 
.....مرازقة فريد / 29 جانفي2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق