الثلاثاء، 30 يناير 2018

معْزوفَتي المُؤجَّلة.. ! **** بقلم الشاعر عماد الدِّين التونسي


معْزوفَتي المُؤجَّلة.. ! 
**********************
اليوْم،
أخْتار الأصْعب.. 
وأزْرع الشَّغف،
في عِظامي .. 
فمعْزوفَتي
تُؤرِّقُني.. 
وَالبيانُو المهْجور،
يُؤرِّقُني.. 
ثُمَّ ذَاك الثَّوبُ المُؤجَّل،
يُؤرِّقُني.. 
لمْ يعُد الأرَق
لذيذًا. .
فقَط قهْوتي، 
تُضفِي عليْه،
بعْض اللَّذَّة.. 
اليوْم،
لَن أستَخدِم ،
لاالورَق .. 
ولاالقلَم.. 
بلْ بكِلتا اليديْن.. 
أطْبع ،
آهاتِي.. 
علَّني، أُمنَح فُرصَة أُخرَى.. 
فقَد أرْهقْت ،
بعْضاً مِن جسَدي.. 
وترَكتُ البعْض الآخَر ،
ينَال قسْطاً مِن الرَّاحة.. 
قِسطاً مِن الكسَل.. 
اليوْم،
أتَّخذُ قرَاري.. 
أتَنبَّأ.. 
أُمسِك بالطَّالع.. 
لمْ أُؤمن يوْماً بالفلَك.. 
بَل أُراقِب الفَلك.. 
أسْتلْقي علَى ظهْري.. 
أعُدّ الشُّهب التيِّ تقَع.. 
وأُشير إِليْها "بسبَّابتِي ".. 
حتَّى طُلوع الشَّمس..
ثُمَّ أهْرُب مِن حرارتِها.. 
نحْو طرِيقٍ أصعَب.. 
بحْثا عنْ هدفٍ آخَر .. 
مُختَلق.. 
مُستَعجل .. 
اليوْم،
أتوقَّف عنِ الرَّسم.. 
أتوقَّف عنِ الغِناء.. 
أتوقَّف عنِ الرَّقص فِي العرَاء... 
وأقْتنِع أنَّ لا مَكان آمنٍ... 
وبمُرورِ الوقْت... 
أزْدادُ إصْراراً .. 
عَلى الحيَاة... 
دُون "قيْد" الحيَاة... 
لأنَّني لاَ "أرُوم" ماَ هُوَ غيْر حُرّ.. 
لكِنَّني لمْ أكُن يوْماً حُرّا ... 
حَاربْت ،
لأجْل كُلِّ مَا هُو حُرّ.. 
فِي معَارك لاَ تعنِيني ألبتَّة.. 
وحشَرتُ أنامِلي... 
فِي نُصوصِ غيْري.. 
وأنْفي... 
فِي كؤُوسٍ... 
لاَ تعنِيني... 
إِرتَكبتُ خَطأً تِلو الآخَر.. 
وإِعْترفْت .. 
وإِزدَدتُ غُروراً... 
وإصْراراً عَلى الذِّي يلِيه... 
ماَ ندِمتُ يوْماً... 
فَحيَاتي، 
سِيرَة عمَل.. 
لأنِّي أعْشقُ الرَّسم علَى الهوَاء.. 
ولمْ أرْسُم.. 
لأنِّي أعْشقُ الغِناء فِي العرَاء.. 
ولمْ أُغنِي.. 
لأنِّي أعْشقُ الرَّقصَ تحْت المطَر... 
ولمْ أرقُص... 
كُلُّ ماَ أُريد... 
كانَ مُؤجَّل... 
يحْتمِل الإِنتِظار... 
اليوْم،.. 
وضَعتُ حَياتي علَى المِحكّ .. 
وقرَّرت .. 
مرَّة واحِدة .. 
أنْ أعْزف مقطُوعة ..
"الصَّمت".. ! 
لأنَّ سيَّارة الأُجرة ... 
لا تنْتظِرعلَى الرَّصيف ... 
لأنَّ المِظلاَّت ... 
بعضُها إِنحَنى وإِنكَسر.. 
وبعضُها الآخر تماسَك ... 
أناَ لنْ أنْكسر... 
لنْ أنْحنِ... 
ويَقينًا ... 
لنْ أتماسَك.. 
إبْتعْتُ مِظلَّة أكْبر.. 
وإِستبْدلْت الأغَاني ... 
بمعزُوفة "الصَّمت ... " 
المُؤجَّلة.. ! 
لأنِّي أُحبُّ الحيَاة ... 
راقِية.. 
حالِمة... 
**********************
عماد الدِّين التونسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق