الأربعاء، 31 يناير 2018

أَنَـا لَـمْ أَعُـدْ أَنَـا بقلم الشاعر أحمد بن أسباع

على المتقارب
أَنَـا 
لَـمْ أَعُـدْ أَنَـا 
أَمَـامَ غِيَابِـكَ يَا أَبِـي !
فَبَعْدَ اِرْتِطَامِـك بِاللاوُجُـود 
فقدتُ مَلامِح وَجْهِـي 
وِضَلَّ ضَبَابُكَ عَنِّي الطَّرِيق
وَتَاهَ الحُضَورَ وَرَاءالغِياب ..!
سَأَلْـتُ الغِيَابَ ،سَأَلْتُ السَّمَـاءَ
سَأَلـْتُ الهَوَاءَ ،سَأَلْتُ الظِّلالَ
عَنِ الليْـلِ وَ النِّسْيَان 
عَنِ الفَرْقِ بَيْنَ الشِّتَاء وَمِلح الدُّمُوع !
سَألْتُ الشَّوَارِع عَنْ عَثَرَات خُطَاك
وَلَـمْ أَتَلَقَّى سِوَى الصَّـدَى !
سَأَبْحَثُ عَنْكَ وَرَاءَ الظَّلام
سَـآتي إليْـكَ ..
إِلَـى حَيْـثُ لا أَدْرِي ..
إلَـى اللَّامَكَـان..
سَأَنْبُـشُ ظِلِّي وَظِل الغِيَاب 
سَأَنْبُش حَاضِرَك العَبَثِـيّ
سَأَحْفُـر كَُّل الصَّحَـارِي
سَأَسْأَلُ رِيـحَ الشِّتَاء
لَعَـلَّ الجَوَابَ سَيَأْتِـي بِصحْبَتِكْ
فَفِي كُلِّ لَفْظٍ أَرَاكَ أَمَامِـي
وَيَمْتَصُّنِي البُؤْسُ وَالعَجْز و الخوف و البردُ
وكُلُّ المَآسِي التي عَانَقَتْها تفَاصِيلك الفَوْضَوِيَّة
فَوْقَ رُكَام الغِيَاب !
أَنَـا هُنَـا 
أَسِيرُ تَعِيسَ الخُطَى
أَرُشُّ تَعَاسَتِـي
وَأَنْثُرُ حَظِّي عَلَى الصَّدَى
أراك هناك ...
بِعَجـْزٍ بِثَقـْلٍ بِسَخْـطٍ بِبُؤسٍ 
وراء الضباب
وراء بريق عيون الصغار !
أَراكِ عَلى كُلّ وَجْـهٍ 
كَأَنّكِ فِي الكَونِ كُلّ البَشَر 
وَلَا شَيْئَ بَعْدكِ غَير العَـدم !!

أحمد بن أسباع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق