الأربعاء، 31 يناير 2018

ابنُ ثُعالةٍ وأبو الجمالْ بقلم ...د/ محمد حسن شتا ..


ابنُ ثُعالةٍ وأبو الجمالْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كـان هنـاك جمـلٌ يُكَنِّيـه صاحبـهُ بأبـى الـجِمـالْ
لكنَّـهُ كـان يُحَـمِّلَـهُ مـا لا يـطيــقُ مــن الأحمــالْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفـى ذاتَ يـومٍ قـرر هروباً منه أوعنـه الإنعزالْ
فـاتجه للصّحـراء مُعتقـــداً أنّ فـيهـا راحـة البـالْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فـقـابلـه الثّعلــبُ قـائــلاً إلــى أيــن يــاذا الـعِـقـالْ
قـال اتركنـى يا هـذا فـهـمِّـى كبيرٌ وأحمالـى ثِقالْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الثّعـلبُ مـا الخَـطْـب أفصِــح تستـريحُ ياخالْ
قــال إنَّ صـاحـبـى يُحـمِّـلُنـى حُمــولاتٍ كالجِبالْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأنا تعبـتُ وماعاد لى صبرٌعـلى هـذا ولااحتِمالْ
قال ابنُ ثعالةُ سأطرحُ عليـك يا جملُ هـذا السّؤالْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألا تنـامُ مرتاحاً كل ليلـةٍ وتأكـل من طيـِّبٍ حلالْ
قال أنا لا آكـل إلَّا ما يُقـدِّم لـى صاحِبى المِفْضالْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قــال الــثّعـلـبُ أمُسـالـمــاً مثــلـك كمتسـلِّلٍ قـتَّــالْ
كـم فَجَـعَ أمَّـاً عـلـى أفـراخِـهـا وكـم نـفَّـذ اغـتيـالْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وما تـركَ دجاجاً وأرانباً فى حالِهم ولا أبناء غزالْ
فكـيف بـى ودِمـاءُ الأبريـاءِ تؤرِّقُنى بغدوٍّ وآصالْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكيـف بدعاءِ الثّكالى واليتامى بليلٍ يا أبا الجِمـالْ
فـما الهـمـومُ إلَّا الـتـى بالـصّــدرِ والقــلـبِ ياخـالْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومـا يُحمَل عـلى الظّهرِ يُوضع أو حتماً له إنزالْ
أمَّا ما فى القلبِ فمن المستحيلِ أن يُمحى أويُزالْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم ...د/ محمد حسن شتا ..استشارى الجلديه
بار الحمَّام ..بسيون.. غربيه...ج م ع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق