حمار الإبراشي
قصة : ثروت مكايد
-1-
منذ مات حمار السيد مسعود الإبراشي وهو في هم مقيم . ود لو ماتت زوجه أو أحد أولاده ، ولم يمت الحمار ، وحين صرح بهذا ؛ ثارت زوجه ، وهبت فيه كنار موقدة صارخة :
- حولت حياتنا إلى جحيم من أجل حمارك اللعين !
لم يطق أن يسمعها تسب حماره ؛ فخلع حذاءه المهتريء ، ورفعه يريد ضربها على رأسها لولا أن أمسكت بذراعه ، وضغطت عليه ، فسقط الحذاء من كف معروقة مرتعشة ..وقال بأسى ظاهر :
- كان أحن علي منك ..
- أخوك مات فلم تحزن عليه حزنك على الحمار !
- كان أحن علي منه ..
- أحن ...أحن ...لقد جننت ..
- كان يسمع لي ، وأنت لا تسمعين ..
أشاحت بوجهها عنه بينما نكس رأسه مستسلما لحزن عميق .
-2-
ضاق صدرها برقاده مع الفاقة التي أخذت بخناقهم . ضرب كفا بكف ، وقال بصوت مرتعش :
- ماذا أفعل وقد مات الحمار ؟
- تبحث عن حمار آخر ..
- أتحسبين الحمير ملقاة على قارعة الطريق !
- وهل تترك العربة دون حمار !!
رد وهو ينظر إلى سقف الحجرة الذي استحال لونه :
- كان يفهمني ، و أفهمه ..
كلبؤة زأرت :
- يووووووه !!
وأردفت تهزه من كتف نحل ورق :
- جر أنت العربة . لم يعد في غرفتنا خبز ...
-3-
دفع الباب بجسده الهزيل . ارتمى فوق مرتبة حشوها قش وخرق . طفحت سخريتها على وجهها ، وقالت :
- أيش جاب الغراب لأمه !
- لا حمير في السوق ..
- ما أكثرها هنا !
- لا أملك ثمن حمار حمول .
- والحل ؟
- سأعمل بنصيحتك ..
وأردف قبل أن تنبس يقول :
- سأجر أنا العربة ..
لم تدر ما تقول على أنه لم يكن ليسمعها لو أنها قالت إذ غرق في نوم طويل طويل .
تمت
قصة : ثروت مكايد
-1-
منذ مات حمار السيد مسعود الإبراشي وهو في هم مقيم . ود لو ماتت زوجه أو أحد أولاده ، ولم يمت الحمار ، وحين صرح بهذا ؛ ثارت زوجه ، وهبت فيه كنار موقدة صارخة :
- حولت حياتنا إلى جحيم من أجل حمارك اللعين !
لم يطق أن يسمعها تسب حماره ؛ فخلع حذاءه المهتريء ، ورفعه يريد ضربها على رأسها لولا أن أمسكت بذراعه ، وضغطت عليه ، فسقط الحذاء من كف معروقة مرتعشة ..وقال بأسى ظاهر :
- كان أحن علي منك ..
- أخوك مات فلم تحزن عليه حزنك على الحمار !
- كان أحن علي منه ..
- أحن ...أحن ...لقد جننت ..
- كان يسمع لي ، وأنت لا تسمعين ..
أشاحت بوجهها عنه بينما نكس رأسه مستسلما لحزن عميق .
-2-
ضاق صدرها برقاده مع الفاقة التي أخذت بخناقهم . ضرب كفا بكف ، وقال بصوت مرتعش :
- ماذا أفعل وقد مات الحمار ؟
- تبحث عن حمار آخر ..
- أتحسبين الحمير ملقاة على قارعة الطريق !
- وهل تترك العربة دون حمار !!
رد وهو ينظر إلى سقف الحجرة الذي استحال لونه :
- كان يفهمني ، و أفهمه ..
كلبؤة زأرت :
- يووووووه !!
وأردفت تهزه من كتف نحل ورق :
- جر أنت العربة . لم يعد في غرفتنا خبز ...
-3-
دفع الباب بجسده الهزيل . ارتمى فوق مرتبة حشوها قش وخرق . طفحت سخريتها على وجهها ، وقالت :
- أيش جاب الغراب لأمه !
- لا حمير في السوق ..
- ما أكثرها هنا !
- لا أملك ثمن حمار حمول .
- والحل ؟
- سأعمل بنصيحتك ..
وأردف قبل أن تنبس يقول :
- سأجر أنا العربة ..
لم تدر ما تقول على أنه لم يكن ليسمعها لو أنها قالت إذ غرق في نوم طويل طويل .
تمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق