الأحد، 21 يناير 2018

حمار الإبراشى بقلم /ثروت مكايد

حمار الإبراشي 
قصة : ثروت مكايد
-1- 
منذ مات حمار السيد مسعود الإبراشي وهو في هم مقيم . ود لو ماتت زوجه أو أحد أولاده ، ولم يمت الحمار ، وحين صرح بهذا ؛ ثارت زوجه ، وهبت فيه كنار موقدة صارخة : 
- حولت حياتنا إلى جحيم من أجل حمارك اللعين ! 
لم يطق أن يسمعها تسب حماره ؛ فخلع حذاءه المهتريء ، ورفعه يريد ضربها على رأسها لولا أن أمسكت بذراعه ، وضغطت عليه ، فسقط الحذاء من كف معروقة مرتعشة ..وقال بأسى ظاهر : 
- كان أحن علي منك ..
- أخوك مات فلم تحزن عليه حزنك على الحمار ! 
- كان أحن علي منه ..
- أحن ...أحن ...لقد جننت ..
- كان يسمع لي ، وأنت لا تسمعين ..
أشاحت بوجهها عنه بينما نكس رأسه مستسلما لحزن عميق .
-2- 
ضاق صدرها برقاده مع الفاقة التي أخذت بخناقهم . ضرب كفا بكف ، وقال بصوت مرتعش : 
- ماذا أفعل وقد مات الحمار ؟ 
- تبحث عن حمار آخر ..
- أتحسبين الحمير ملقاة على قارعة الطريق ! 
- وهل تترك العربة دون حمار !!
رد وهو ينظر إلى سقف الحجرة الذي استحال لونه : 
- كان يفهمني ، و أفهمه ..
كلبؤة زأرت : 
- يووووووه !!
وأردفت تهزه من كتف نحل ورق : 
- جر أنت العربة . لم يعد في غرفتنا خبز ...
-3- 
دفع الباب بجسده الهزيل . ارتمى فوق مرتبة حشوها قش وخرق . طفحت سخريتها على وجهها ، وقالت : 
- أيش جاب الغراب لأمه ! 
- لا حمير في السوق ..
- ما أكثرها هنا ! 
- لا أملك ثمن حمار حمول .
- والحل ؟ 
- سأعمل بنصيحتك ..
وأردف قبل أن تنبس يقول : 
- سأجر أنا العربة ..
لم تدر ما تقول على أنه لم يكن ليسمعها لو أنها قالت إذ غرق في نوم طويل طويل .
تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق