رؤيا
___
بالأمسِ جاءتني بليلٍ زائرة
و على محيّاها السّعادةُ ظاهره
وقفت ببابي مثل بدرٍ وجهها
و عيونها نحوي بحسرة ناظرة
مدت يديها ثمّ ضمّتني لها
و دموعها كلآلئٍ متناثرة
قبلتها و لثمت بارق ثغرها
و مسحتُ وجهي بالدّموع الطاهرة
حدّقت فيها لم أصدق ما أرى
أمي الحبيبة في ثيابِ الآخرة
أكفانها البيضاءُ كالثلج النقي
انوارُ وجهها مثل شمسٍ باهرة
كلّمتها و الدمع يغرق مقلتي
من فرحتي برجوع أمي الصّابرة
قلت ادخلي يا زهرة البيتِ ادخلي
كلُّ القلوب بلا وجودك حائرة
قالت مكاني عند ربي يابني
في قربهِ ألقى السعادة غامرة
دنياكمُ لا خيرَ فيها يرتجى
دارُ الشّقاءِ بها السّعادةُ قاصرة
ثم استدارت للخروج و تمتمت
إني إلى دارِ النعيمِ مغادرة
و رأيتُ من بعد الوداعِ حمامةً
طارت الى جوِّ السماء مهاجرة
____________
يوسف العيسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق