( تابع قصة حرف ) ( 22) ( قُدسِيُّ الهوى) .... بقلم / عابر سبيل د. مهندس / إياد الصاوي
جلست إلى نفسي الليلة ... أُواسيِها فهي عَليلة ... وَأُكفكِفُ دمعَها فهي كَليلة ... رأيت حرفي
يطرق الباب ... كأنه يريد الاقتراب ... ويتباكى بين سؤال وجواب ... يريد ولوج الأعتاب ...
قد علته غيْرة أو حيْرة ... وقد مال عن جادّة الرشد مَيْلة ... فلما أبصرته على تلك الحال ...
خطر بى قول القائل :
لا تشكو للناس هماً أنت حامله ... لا يشعر الجرح إلا من به الألم ...
فلاطفته ملاطفة الحصيف ... وتعاميت عن حاله تعامىَ الكفيف ... ثم ابتدرته مالك ؟؟
فقال : أرأيتَ ثالثَ المسجدين ؟؟!! .. وأولى القبلتين ..
فقلتُ : آآآآآآآآآآآآآه
ماتَ الهوى فَتَعالَ نَقسِمُ إِرثَهُ ... بيني وبينكَ والدموعُ شُهودُ
خُذ أنتَ مني ذِكرياتك كلها ... وأنا سَأحملُ خيبتي وأعودُ
فقال : سأقصُ عليكَ حِكاية .. وَلِيُتِمَّ القارئُ النهاية ... !!!
قلت : هاتِ ما عِندك ... فقال :
يُحكَى أنَّ :
مُحتَالاً دَخَلَ مَدينة ... فَلمَّا لَم يجد له بَينَهم مكاناً ... احتال حيلة !!
اشترى حِمارا .. وحشا فَاهُ ذَهَبا .. وَقَعَدَ بِه على قَارِعةِ الطريق .. !!
فَجعلَ الحمارُ ينهق .. وَيتَناثرُ الذَهبُ مِن فِيه .. فَأدهَشَ كُلَّ مَن مَرَّ بِه ... !!!
حتى تَنَاقلتِ القريةُ الخَبر ..
دَخَلَ بِهِ السوقَ يوماً لِيَبيعهُ .. وَحِكَايَتَهُ تَسبِقُه .. !
فَتَنَافَسَ الناسُ عليه .. كلهم يُغالى لِيكونَ لهُ ..
فباعَهُ بأغلى ثمن ... فاشترى داراً .. وقَطَنَها وامرأتُهُ .. !!
وقعدَ الذى صَار الحِمارُ بِحوزَتِه .. يُنَاغِى وُدًّ الحمارِ لينهق ... مُؤمِلاً .. !!
وَحين غَفلة .. نَهق الحمارُ وَنَهَق .. ولا يَخرُجُ من فِيهِ سوى نكيرُ صوتهِ .. !!
فعادَ الرجلُ بهِ إلى السوق يشكو ما قد فُعِلَ بِه ....
فقالوا كُلُهم : قد احتالَ علينا .. هَلُمُّوا إليه .. نردُّ عليه حِمارَهُ ... !!
فَانطَلقُوا جَميعُهم .. فأتوا الدارَ فطرقوها .. فخرجتِ المرأة ..
قالوا : أين صَاحِبُكِ ؟؟!!
قالت : ليس بالدارِ .. ولكني أُرسِلُ إليهِ الكلبَ لِيَأتِىَ به .. ثم أطلقتِ الكلبَ ..
فقالوا : كَلبٌ مُعَلَّم !!! ... وتَناسَوا أمرَ الحِمار ..!!
فأقبل الرجلُ ومعه كلبٌ يُشبِهه .. فساومُوه على الكلبِ .. وَشَرَوه بِباهِظِ الثمن ..
فعادَ الذى اشتراهُ .. فأطلقَ الكلبَ فلم يرجع .. !!
فقالوا : لقدِ احتال علينا مرتين .. انطلقوا إليه .. !!
فأتوا امرأتَهُ فقالوا : أين صَاحِبُك ؟؟!! .. ليسَ هُنا .. اجلسوا حتى يأتي ...
فما لبث الرجلُ أن عاد ..
فقال : مَرحباً بالأكارِم !! ثم التفت إلى امرأتهِ .. فقال : هل قَدَّمتِ للأضيافِ شيئا ؟؟!!
قالت : لا !!!
ومعه سكينُ يدخلُ في غِمدهِ .. يظنُ الرائي أنه ينغرزُ في مَن يُطعنُ بِهِ .. وهوَ يرجعُ إلى غِمدِه ..
فأخرجَ السكين .. وتحتَ أيسرِِ طياتِ ثيابِ زوجهِ كيس دم .. فطعنَها .. فسالَ الدمُ .. فَتَماوتَت ..!!
قالوا : قتلتها ؟؟!! وَسُقِطَ في أيديهم .. !!
قال : لا عَليكُم .. قَد قَتلتُها مِرارا .. !!
فأخرجَ مِن كِيسِهِ مزماراُ .. فنفخَ فيهِ .. فَتَمايلت وقامت !!! .. قالوا : سبحان الله !!
مزمارةٌ تُحيي الموتى !!!
فساوموهُ على المزمارِ ... وتناسَوا أمرَ الحِمارِِ والكلب !!!
فشَروهُ بأغلى ثمن ... !!
وعاد كلٌ منهم .. إلى امرأتهِ ... يطعنُها بسكينٍ .. وينفخُ في المزمارِ .. حتى قتلوا نساءَهم ..!!
قالوا : لا مُقامَ له بيننا .. قد فعلَ هذا الرجلُ بِنا وفعل !!!
لَنلقِيَنَّهُ في البحر .. !!
فَحملوه فى كيس .. وَأوكَو فَمَ الكيسِ .. وحملوهُ إلى البحر .. والبحرُ بعيد .. !!
فلما أدركهم التعبُ من حمله وطول الطريق ... ناموا .. !!
فجعل يستغيث من داخلِ الكيسِ .. لِيغيثَهُ أحد .. !!
فمرَّ به راعى غنم .. فسمع صِياحَه ... وحلَّ وِكاء الكيس .. وقال : ما شأنك ؟؟!!
فقال : هؤلاء القوم يحملونني على غير رضاً مِنى .. ليزوجوني ابنةَ الملك .. وأنا مغرمٌ بابنةِ
عمى ..!!
.. ولا حاجةَ لي في بناتِ الملوكِ ... !!!
قال الراعي : اجعلني مكانك .. وَخذ أنتَ الغنمَ وانطلِق .. !!
فأوكى الكيسَ على الراعي .. وانطلقَ بالغنمِ ..
فَقامَ القومُ من سُباتهم .. فحملوا الكيسَ .. وألقوه في لُجَّةِ البحرِ ..
وانطلقوا عائدين ...!!!
فلما رجعوا .. إذا هم بالرجلِ في داره .. والغنمُ مِلء فَنائِها ...!!
قالوا : ألم نُلقِكَ في البحرِِ آنفا ؟؟ !!! قال : نعم
حين ألقيتموني .. خرجت لي حُوريةَ البحرِ .. فأخرجتني .. وأعطتني مالا ... اشتريتُ به ما ترونَهُ من الغنم ..
وقالت : لو أعمقوا بك في البحرِ .. لخرجت لكَ أختي الكبرى .. أكثر جمالا ومالا ....
فانطلقوا يعدون جهة البحر ... حتى بلغوا مَغاصَهُ .. فأغرقهم مَوجُهُ عن آخرهم ..
وَتَمَلَّكَ هو المدينة .. !!!!!!!!!!!!
فَالمحتالُ هو : .....................
وزوجُه : .....................
والمُغَفَلونَ : .....................
...............................................

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق