السبت، 24 فبراير 2018

نهبتم في البوادي والحضر بقلم /محمد الدبلي الفاطمي


نهبتم في البوادي والحضر
لماذا عندنا كثر الفساد***وعنــــــد الآخرين نــــــــــما الرّشاد؟
لماذا بيننا فرق كبــــير؟***أليس لأنّنا بشـــــــــــر جــــــــماد؟
رمانا الدّهر بالأرزاء حتّى***أهين الحدّ فانـــحرف العــــــــباد
نعدّ من البهائم في بلاد***تربّع فوق أسطحها الفــــــــــــــــــساد
فأزمتــــنا بلا أجل مسمّى***وعيش النّاس يطبـــــــــعه الكســاد
////
ندجّن كي نظلّ بلا ضمير***ونصبر للعصا صبــر الحــــمــير
ومن لم ينبــطح أمسى أسيرا***وعاش على الحشائش والشـعــير
يعلّبنا التّسلّط مثل حوت***فنتــــبع بعضــــــــــنا مثل البعـــــيــر
ونقنع بالمعيشة في حياة***يسير بها الفساد إلى السّـــــــــــعـــير
فما الإقدام في الإنسان طبع***ولكنّ الشّهامة في الضّـــــــــــمير
////
حرام أن نسير إلى الوراء***ونغـــــرق في المجون مع النّســاء
تناجينا الدّعارة كلّ يوم***لتخنقنا بنشــــــــــــــــــــــــــنقة الشّقاء
ومن ظنّ أالفلاح بلا اجتهاد***أصاع العـــــــمر في كنف الغباء
سندرك حين ينقشع الضّباب***بأنّ الدّاء يهــــــــــــــــزم بالدّواء
ونعلم أنّ من فتحوا الملاهي***أجازوا الفحش في ســـــوق البغاء
////
تعقّل أيّها المسؤول فـــــــينا***فإنّ الظّــــــــــــلم طال الكادحينا
ترانا خائفين بكلّ قـــــــــطر***كأســــــــــــــرى بالحديد مكبّلينا
نقبّل في الرّؤوس وفي الأيادي***ونركع كالبـــــــــــهائم طائعينا
كفى قمعا فإنّ الظّـــــــلم شرّ***نهانا عنـــــــــــــه ربّ العالمينا
وما المسؤول في الأوطان إلاّ***موظّــــــــــف دولة أدّى اليمينا
////
نهبتم في البوادي والحـــــظر***وبعتم واشتريتم في البـــــــشر
أسأتم للعـــــــــــباد بلا حدود***وأنتـــــــــــــــم تعلمون المستقر
ومن ظلم العـــــباد خزاه ربّي***وأسكنــــــــــهم جهنّم في سقر
ومن لم يتّعظ بالغير أمـــــسى***حصادا للقضـــــــــــاء وللقدر
وإنّ القاسطين من الأعادي ***لمن جعل الحياة من المــــــطر
////
سيبقى الحرف في لغتي يتيما***لأنّ الفقه قد أضـــحى ذمـيما
توسّخت الثّقافة في بلادي***وبات العيش في الدّنيا جـــــحيما
وفي أوساطنا عظم التّدنّي***وأصــــــــــــــبح حالنا حالا أليما
نجامل بالنّفاق ولا نبالي***ونحـــــــــسب مــن يعارضنا لئيما
وهذا في الضّمائر صار طبعا***أضرّ نفوسنا ضررا عظــيما
محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق