الجمعة، 2 فبراير 2018

♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ الوردة الإصطناعية ♠ ا.د/ محمد موسى


    القصة القصيرة    
   الوردة الإصطناعية   
  هي صديقة وغريبة الأطوار ، ورغم الطيبة التى تبدو منها ، فأتحير ولا أعرف من أين أتت بهذة المشاعر الباردة ، والتى تجعلك تنظر اليها وكأنها وردةٌ هي زاهية في شكلها ولكن بدون رائحة ، فيبدو أنها وردة ولكنها إصطناعية ، خالية من الحياة وخالية من المشاعر الإنسانية ، وتقول لي لماذا لا أجد منكَ الإهتمام وأنت شاعر وتهيم عشقاً بالجمال ، وتتكلم عن العيون وتسافر فيها وتعود ، أقول لها من أين لكِ هذا الكلام فالشاعر في الأصل إنسان ، تقول أتكلم ولا ترد عليَ ، ولا تطيل النظر إلى ولا إلى عينايَ ، ولا تُحب أن يستمر الكلام بيننا ، ولا تريد أن يطول بقاءك معي هنا ، نظرت إليها ولم أجد الكلام الذي يمكن أن يقال ، لو قلت لها الحقيقة ستغضب وإذا جاملتها وكذبتْ ، سأغضب أنا من نفسي ، لذلك الزم الصمت لعلي أرضِيها وأرضي نفسي معاً ، هي لا تجيد لغة الحوار ، لذلك أقول لكل أنثى يجب الاَ تجعلي جمالك فقط هو مبرر مرورك الى قلوب الأخرين ، بل الذكاء منكِ هو إعتمادك على بناء شخصيتك ، فتكوني مثقفة وتعرفي كيف تستولى على القلوب والعقول معاً ، فصديقتي تعتقد أن جمالها هو الذي يجذبني فقط إليها ، وأنا أحاول أن أحاورُها في مواضيع كثيرة ، لعلها تفهم أن جواز الإقتراب من مثلي هو أولاً العقل حتى يتحرك بعده القلب ، فأجد أنها لا تعرف غير جمالها ، أحاول أن الفت نظرها الى الورود الإصطناعية ، هي فقط ذات منظر وليس لها إلا الشكل الجميل ، أتكلم معها عن التغير ، فتذهب لتغير لون شعرها ، أو تغير فستانها ، أطالبها بالتطوير ، فتغير في كل ساعة ثيابها ، حتى تبرز لي تفاصيل جمال جسدها ، مللت من هذه العقلية المسطحة ، التى لا تعرف لشخصيتها أبعادها ، وكلما قررت أن أقاطعها بكت ولماذا قطعتها ، أخبرها أن الحياة الجميلة هي تواصل بين العقول ، فتغير من تسريحة شعرها ، وترسم تاتو على كتبها ، أسألها ماذا قرأتي اليوم فتخبرني أنها قرأت في الجريدة برجها ، وبختها ، فأضحك وأقول يا بختها ، بلغت بها التفاهه حداً لا أستطيع معها مجارتها ، ومرة صارحتها ، بلا لف ولا دوران قلت لها ، مثلي لا يكفيه من المرأة جمالها ، بل يجب أن تشاركه بعقلها ، ضحكت وأعطتني خدها ، وأتت لي في المساء وهي تلبس أغلى ما عندها ، والذي يبرز أقصى جمال لجسمها ، حتى أستسلم لحسنها ، فمثلها تعتفد أنني أتكلم فقط ، ولستُ جاداً في عينها ، لأني أتكلم بهدوء حتى يلامس قولي قلبها ، ورغم هذا لا أجد لكلامي صداً عندها ، فقلت لنفسي يبدو أن الرسالة لم تصل لها ، أو هي لا تريد فهمها ، فضحكتُ في النهاية وقلت يا غباءها ، والغريب أن هناك الكثيرات مثلها ، والنساء في الغرب لسنا أكثر جمالاً من نساء الشرق ، ولكن مثقفات تجد الكتاب لازم في بيتها ، وتقرأ وتشارك في مناقشة ما تقرأ كل من عندها ، سنوات قضيتها عندما كنت أدرس الماجستير والدكتوراه ، ولما رجعت قلت ينقص المرأه في شرقنا أن تكون القراءة جزء من حياتها.
   ا.د/ محمد موسى
Image may contain: 1 person

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق