بسم الله الرحمن الرحيم
قادة التاريخ
" تعيين قادة مؤتة "/3
بعد أن استكمل الجيش الإسلامي استعداداته وهو على هبة الانطلاق، قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتعيين قادة الجيش فبدأ أولا:- يعين زيد بن حارثة أبا أسامة من بني قضاعة وأمه سعدى من بني معن قائدا على الجيش الإسلام المتوجه لمؤتة بأمر الرسول عليه الصلاة والسلام وإليك أيها القاريء الكريم طرفا من سيرته فقد خرجت به أمه تزور به أخواله فجاء غزو فسبى الذراري ومن ضمنهم كان زيدا وجيء به إلى مكة وتم شرائه من قبل خديجة بنت خويلد فوهبته للنبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثماني سنوات وهذا كله كان قبل الإسلام، وإن ناسًا من كلب حجُّوا فرأوا زيدًا وعرفهم وعرفه، وأعلموا أباه أنه عند رجل من بني هاشم أسمه محمد، وجاءوا مكة مسرعين في طلب أبنهم زيد وساوموا الرسول الكريم عليه بالمال الكثير، وذكروا من محاسن ومكانة بني هاشم الشيء الكثير، "فقال صلى الله عليه وسلم "مَنْ هُوَ؟" قالوا: زيد بن حارثة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فَهَلاَّ غَيْرَ ذَلِكَ". قالوا: ما هو؟ قال: "ادْعُوهُ وَخَيِّرُوهُ، فَإِنِ اخْتَارَكُمْ فَهُوَ لَكُمْ، وَإِنِ اخْتَارَنِي فَوَاللَّهِ مَا أَنَا بِالَّذِي أَخْتَارُ عَلَى مَنِ اخْتَارَنِي أَحَدًا". قالا: قد زدتنا على النَّصْف وأحسنت" هذه هي العدالة والإنصاف، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لزيد: "هَلْ تَعِرْفُ هَؤُلاَءِ؟" قال: نعم. هذا أبي وهذا عمي. قال: "أَنَا مَنْ قَدْ عَرَفْتَ، وَرَأَيْتَ صُحْبَتِي لَكَ، فَاخْتَرْنِي أَوِ اخْتَرْهُمَا". قال: ما أريدهما، وما أنا بالذي أختار عليك أحدًا، أنت مني مكان الأب والعم. فقالا: ويحك يا زيد، أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وأهل بيتك؟! قال: نعم، قد رأيت من هذا الرجل شيئًا، ما أنا بالذي أختار عليه أحدًا أبدًا. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحِجْر،- المكان المقابل لباب الكعبة بشكل قوسي- فقال: "يَا مَنْ حَضَرَ، اشْهَدُوا أَنَّ زَيْدًا ابْنِي، يَرِثُنِي وَأَرِثُهُ". فلما رأى ذلك أبوه وعمُّه طابت نفوسهما وانصرفا" هذا طرفا من حياة زيد مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، أما بعد الإسلام فحدث ولا حرج يكفيه شرفا ورفعة تربى وترعرع ونشأ في أعز وأعرق البيوت كمالا وصفة وفي جناب حضرة الرسول عليه الصلاة والسلام فكل الصفات الحميدة والخلال الجميلة أكتسبها في بيت النبوة وفيه أنزل القرآن باسمه بالذات دون غيره وهو الوحيد الذي ذكر في القرآن بمنع التبني في الإسلام، قال تعالى "فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً" لم يعد بعد هذه الآية تبني، فقد زوج صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش زيدا ثم فيما بعد طلقها زيد فتزوجها الرسول عليه الصلاة والسلام بعد منع التبني ونزل قوله تعالى" مَا كانَ مُحَمْد أبَا أحَدٍ مِنْ رِجَالِكُم، وَلكِن رَسُول اللّهِ، وخَاتِم النّبِيّين" إذن علاقته بالنبي صلى الله عليه وسلم علاقة وثيقة وطيدة ويعرفه الرسول عن كثب وقرب، ويكفيه فخرا أن زيدا بن حارثة حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس أحد غيره،رجل هذه صفاته وأوصافه حريٌ أن يكون قائدا على رأس جيش مؤتة في عمر لم يتجاوز الخمسين عاما ،هذه بعض ملامح من حياة زيد بن حارثة رضي الله عنه وأرضاه،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق