السبت، 27 يناير 2018

دم على حائط الإنتظار بقلم الشاعر / سامح درويش

دم على حائط الإنتظار
( القصيدة كاملة و يمكن سماعها و مشاهدتها هنا https://youtu.be/FvzsM9QXGkE )

لدم على سفح الخواء
يُراق في صمتٍ
بلا ثمنٍ
و يذهب في متاهات الهراءْ
لدمٍ تساوى و الهباءْ
تمتد أطراف القصيدة
من بدايات انتظارِكَ
لاحتضارِكَ
فاستفزَّ الصبر ، 
و استوفزْ مشاعرك الدفينة
و السكوتَ المرَّ
لا تبرحْ مكانكَ 
أو تفاوضْ 
من يقايضُ باحتمالات انفعالكَ أمنَه
فيروح حلمُكَ و انتظار الحلم
أدراج الهواءْ

***********************************

لدمٍ تشرَّبه الحجرْ
فمضى ، و لم يورقْ سوى حجرٍ
بكف صبيةٍ
ألْقتْه في وجه الضجرْ
تنداح أسئلة
و دخان الترقب يخنق الأنفاس
أو يُعشي البصرْ
لا تنتظرْ
غدك اسْتُبيح
و أمسُكَ انداحت عليه سحائب النسيان
و اليوم اندثرْ
و المشهد المعتاد 
من أيام أندلسٍ يعاد 
و أنت يلفحك الرماد 
و لست تدري ما تريد 
و ما يراد
بأمة سكن الرقاد بها
و حاصرها العفاءْ

ما زلت محترقاً 
بتاريخ الضياع
و قصة الفردوس 
و المجد المباع
تآكَلَتْ أعضاؤك
انتثرتْ شظايا
لا يلملمها نداءْ

لاتنتظرْ
و اسرقْ لهيب الشمس
و انفذْ من خلال جدار صمتكَ 
و انفجرْ
لا تنتظرْ
الخطوة الأولى هنا . . .
فولاتك احترفوا
ضياع المجد في الأوطان
و احترقوا بنار توجس البركان 
نار الخوف 
من غضب تخبَّأ فيكَ
و ابتردوا بصمتكَ و انتظارك 
أن تجيئ الأمنيات من السماءْ

******************************
وجه بلون الموت . .
يأتي من ربى غرناطةٍ
و الخيل كابيةٌ . . على أبوابها 
و السيف منكسرٌ
بكف الفارس المغدور
في عصر الطوائف ..
. . و التشرذم . .
, , و النثارْ

وجه بلون الحزن . .
يبكي مثلما تبكي النساء
على ممالكه التي
ما صانها مثل الرجال
فضاع فردوس .. 
. . و تاريخ . .
و مجد . . و ازدهارْ

وجه بلون الجدب
بين مدائنٍ
سقطَتْ سنابلها الخصيبة
تحت أقدام التتارْ

وجه بلون الجرح ..
يطرق في ربى القدس الأسير
و أنتَ ترقب في انكسارْ
من ذا يغيِّرُ في زمان القهر
هاتيك الملامحَ .. و الوجوهَ
و يكتب التاريخ بالغضب المضيئ
و يخطف النجم المسافر في المدارْ ؟

ما زلتَ وحدكَ .. واقفاً
و الذات يدميها انشطارْ
مازلت وحدك .. واقفاً
و الأرض ضاقتْ 
و استبدَّ بها الحصارْ
ما زلتَ منتظراً لشئٍ لايجيئ
أما مللتَ الإنتظارْ ؟!

الأرض مادت ..
و الخطى ساخت .. 
و في زمن التراجع تنشطرْ
لا تنتظرْ
ما أنتَ إلَّا أنتَ
ليس سواكَ يقدر 
أن يعيد إليكَ ذاتَكَ
إنْ أردت –
و إن أبيتَ ! .. فكنْ
كما كان القطيع
و سرْ
كما سار القطيع
واهتفْ بطول العمر للذئب الوضيعْ
ما أنتَ إلَّا أنتَ ..
غيرُكَ لن يعيد إليكَ ذاتَكَ
فلتكنْ
مثل الألى حرصوا على الموت النبيل
فأقبلتْ لهم الحياة
- بعزِّها -
تمنحهمُ المجد الرفيعْ
**********************

غضبٌ تَلَبَّدَ في النفوس
.... و لا مطرْ !!
و مفاوضات اللعنة السوداء
طالت ...
و استطالتْ
من بداية جرحك الدامي
إلى وهم السلام المستحيل
و أنتَ منتظرٌ
يساومك السرابُ على وجودكَ
... و الخَدَرْ
لا تنتظرْ
دمك الذي قد سال
فوق حوائط النسيان
لم يكتبْ 
سوى حرف البداية
في حكايات انتظاركَ
فانتفضْ
و انزعْ عن العينين ما يُعشي
و من أعماق ذاتك
هسهسات الإنفصامِ
و عدْ لذَاتِكَ ....
عُدْ لِذَاتِكَ ....
وانفجرْ
..... لا تنتظرْ
بقلم الشاعر / سامح درويش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق