وُريْقاتُ الحنين
...........
كلُّ المحابر من دموعكِ ...
كيف أهربُ للمجاز؛
وفي عيونكِ مجْمعي ؟
تلك اللِّحاظُ حبيبتي
ودعْنني
فاغْرورقتْ حبَّاتُها
بالأدْمُعِ
لاتدْمعي
الحُبُّ أبعدُ للعِيانِ جميعهمْ ؛
فلأنَّهُ
ينْسابُ دومًا من خُدورٍ،
أو وراء البُرْقعِ
أدركتُ أنَّـكِ ربَّما
جنِّـيَّــةٌ
وسكنتِ في يَمِّ الهَوَى
لا تُبْحرين سوى معي
أدركتُ أنَّكِ كلُّ شىءٍ:
جنْدلٌ ،
أو غُرْبةٌ
أو ضحكةٌ ،
أو أدْمُعي
أدركتُ أنـَّكِ عالمي
فيكِ الحياةُ،
وفيكِ - حتمًا - مصْرعي
أدركتُ أنَّـكِ في فُؤادي ليس يبعدنا اغترابٌ؛
لو فرشتِ
كما الهُيام بـأضْلعي
أدركتُ أنَّ الحرْفَ...
لو ألْقيتهُ في جُمْلةٍ غزليَّةٍ ؛
ما كان رهْنُ تسرُّعي
هل قُلْتُها ؟
ويداكِ تمْنحني
حنينًا لا يهابُ تردُّدي،
وتمنُّعي
أهديْتني زهْرًا
ومازال الغرامُ بــطوقهِ،
أم زُرْتني ،
وهواكِ فجَّر - من تفاعيل القصيدةِ - منْبعي ؟
حين التقينا صُدْفةً
أدركتُ أنَّ اللهَ...
- يا بنتَ الوصال - قد اسْتجاب تضرُّعي
لكنَّهُ
عاد الفراقُ يضمُّنا
هذي دموعُ مُسافرٍ
أضناهُ شوقٌ تحت وقْع المدْفعِ
هلْ نلْتقي ؟
فـهُنا وجدتْكِ في طريقي دون قصْدٍ،
والتفاتِ مُودِّعِ.
..............
شعر: عبدالناصر الجوهري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق