الاثنين، 8 يناير 2018

ِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، ـ اعداد أحمد شديفات


ِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ وَ‏{‏يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لاَ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ‏}‏ بدأ الكتاب بالبسملة وأسم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ثم من باب الأدب والاحترام ذكر هرقل عظيم الروم بصفته ومكانته وفخامته، ثم طرحت وعرضت الرسالة بأسلوب جميل فيها ما فيها من الأغراء والتذكير وتحمل مسؤولية الآخرين والدعوة للتوحيد، وعدم الشرك برب العالمين..." الجواب جاء مختصر مفيد أتى على مجمل الرسالة وختم بأجمل آية وأحسن نداء {‏يَا أَهْلَ الْكِتَابِ..."اسم محبب فيه احترام للآخرين ، طبعا أبو سفيان ما غادر المكان وسمع وأنصت للرسالة والجواب وفهم معنى الخطاب، إلا أنه في لحظة لاحظ تغير الأجواء وتعكرها "قَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَلَمَّا قَالَ مَا قَالَ، أي هرقل ،وَفَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ كَثُرَ عِنْدَهُ الصَّخَبُ، وَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ " وارتفعت الأصوات من الأرباب فهم المقصدون في الكلام ،فقد جاء ذكرهم في كتاب الرسول آنفا، والناس "اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ " وهذه منزلة لن يتنازلوا عنها بالسهل، أبو سفيان يريد معرفة الذي حصل بأي ثمن ، وما سبب الجلبة ورفع الصوت، عندها فطن القوم ونسوا أبا سفيان وصحبه فسارعوا وأخرجوهم من الباب الذي دخلوا منه، قال أبا سفيان "وَأُخْرِجْنَا " كلمة حلوة بلا مطرود تفضلوا أخرجوا، وهم خارجين عرف أبا سفيان أن الأمر الذي تضمنته الرسالة ينقض دينهم من اساسه، وفهم أن الإسلام ورسوله آتي ديارهم لا محالة، فقال ابو سفيان وهو على الباب " فَقُلْتُ لأَصْحَابِي حِينَ أُخْرِجْنَا لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ "الآن انتهت المحاورة مع هرقل وقبل قليل قال أبا سفيان الشيء الكثير في أحسن صفات الرسول، والآن يعود أبا سفيان لما كان عليه من كلام فقال " ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ" ثم قال "لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ، إِنَّهُ يَخَافُهُ مَلِكُ بَنِي الأَصْفَرِ" بدأ أبا سفيان يلمز ويغمز حتى في ملك الروم مَلِكُ بَنِي الأَصْفَرِ، وهو قبل قليل في محاورة معه بكل أدب، ثم أثبت أبا سفيان لنفسه شيء جميل وأن الله سيظهر هذا الدين ويمن الله عليه بالإسلام فقال "فَمَا زِلْتُ مُوقِنًا أَنَّهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَىَّ الإِسْلاَمَ‏ " وهذه إرهاصات أبي سفيان وتوقعاته فقد هداه الله لدين الإسلام، وسنعود لنعرف حقيقة سبب رفع الأصوات بين يدي هرقل فيما بعد إن شاء الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق