الأحد، 21 يناير 2018

الأوائل في النساء أم سليم وأبي طلحة زوجان/2 تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات /الأردن



الأوائل في النساء أم سليم وأبي طلحة زوجان/2
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات /الأردن 
تابعت أم سليم حوارها الطيب بطريقة أسلوب الحكيم... فقالت:- أبا طلحة، من باب التحبيب والترغيب من أجل أن تجذبه اليها حتى لا تخسره، فهو راغب فيها وتعرف ذلك في قرارة نفسها، وتنظر قرب هدايته قالت" فإن تُسلم فذاك مهري، لا أسأل غيره» مقارنة مع شروط عقود الزواج في هذه الأيام فهي تعجيزية.. منها على سبيل المثال ألا يتزوج عليها، أن يدرسها على حسابه الخاص، أن يسكنها بالقرب من أهلها أو لا يخرجها من قريتها، وإذا كان له أطفال من امرأة سابقة أن لا تراهم.. شروط تافهة ليست ذات قيمة معنوية، والسبب عدم الثقة المتبادلة فكلا منهما يترصد الآخر وتدور حوله الشكوك والظنون على خلاف شرط أم سليم فهو نية وتطبيق ،وتتابع الحوار من أجل إقناع أبي طلحة وهو كله سمع وإنصات فقالت :- يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي تعبد خشبة تنبت من الأرض، نجرها حبشي بني فلان؟ قال :- بلى قالت:- أفلا تستحي أن تعبد خشبة من نبات الأرض؟- ثم قالت:-"إن أنت أسلمت لم أرد منك من الصداق غيره" إسلامك فقط، وهبت نفسها مقابل إسلام زوجها ماذا أجاب أبا طلحة يا ترى على هذا البذل؟ قال:- لا حتى أنظر في أمري أستمهل وعاد في اليوم التالي بعدما أن فكر مليا ثم جاء ووجهه مشرقا موافقا على شرطها ونطق بالشهادتين، فقال :- أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول، ، هذه المحاورة :- حركت مشاعر وفكر أبا طلحة نحو الايمان بالله مقارنة مع ما كان يعبد من آلهة خشبية نحتها نجار حبشي بيده...آلا تستحي من نفسك يا أبا طلحة" أن تعبد هذه من دون الله؟، كلمة وإن كانت قاسية إلا أن لها أثر عجيب، أم سليم فرحت فقد نالت ما بنفسها من هداية زوجها للإسلام، زواج وفق السنن الإلهية والفطرة البشرية مثالي وليس مثلي- ولا مسيار وفرندز ومتعة ومصياف وكاسيت وأمثاله من أجل قضاء وطرا وشهوة آنية الأوائل من النساء كأم سليم تنازلت عن كامل مهرها بمحض إرادتها لأبي طلحة إن هو آمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا، ، الآن أم سليم فرحت فرحا شديدا معلنة موافقتها على الزواج وقالت :- يا أنس زوج أبا طلحة" على شرط إسلامه ولم يمانع أنس من مشاركة والدته فرحتها الزواج وإسلام أبي طلحة، لو عدنا للوراء قليلا ماذا كان أبا طلحة يتوقع أن تطلب منه أم سليم للموافقة على الزواج منه، بعد ما قالت له يا أبا طلحة ،ما مثلك يرد ولكنك امرؤ كافر، وأنا امرأة مسلمة لا يصلح لي أن أتزوجك لا مساومة على مبدأ الإسلام- فقال ابو طلحة:- ما ذاك دَهَرَك، أي بماذا كنت تفكري بخصوص المهر؟ "الصفراء والبيضاء" تفكير شطح بعيدا يا أبا طلحة، "قالت فإني لا أريد لا صفراء ولا بيضاء "–أي لا ذهبا ولا فضة أريد منك الإسلام، شتان بين نظرة أبو طلحة كانت دنيوية بحته فقط كنظرتنا هذه الأيام، ونظرة أم سليم فهي من الأوائل في نصرة الدين جعلت صداقها طمعا في إسلام زوجها أبا طلحة، فنحتت جدارية لها لوحدها باقية شهد لها بها الناس فقالوا"ما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سليم وهو الإسلام" فكان ما فعلت أفضل مهر أمهرته امرأة في الدنيا، لم يسبقها اليه أحد سواها لا قبلها ولا بعدها، إذن الدعوة العملية بذل النفس والمال أفضل من كثير من الكلام، هذه هي مدرسة أم سليم الحياتية الباقية التي نتعلم منها ونعلم الأجيال الآتية(وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا )وهذا الفعل لا يصدر إلا عن امرأة تميزت بأخلاق رفيعة وعالية وفضائل مباركة وإلى لقاء آخر مع أم سليم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق