السبت، 23 ديسمبر 2017

صوت حلم مهاجر : الشاعر عدنان الريكاني


صوت حلم مهاجر : 
عدنان الريكاني

خلف نافذة خشبية يصطاد العبث بالموت، ويشتهي أنفه أحتراق البارود، صورة الفراشات المغبرة تعصف بلوان الدخان، يتنهد من قاراته السمراء شهقات رمادية، يرتدي الأغصان من أبجديته حُليّاً، ليمسك بشفاعة الأرض حينما أعلن عن حبه قبل ليلة القمر. 
حوافر النمل يغوص بأديم السماوات، فترك قبعته السوداء على عتبة شرنقة كانت تغتسل بنور خد القمر، لثمت أشداق النجوم سروراً، راكعة لمدار عشقه الممنوع.
أنه صوت الحلم المهاجر في مقاطعات النداء، وصفير قطاره الفحمي القديم الذي يدغدغ مشاعر الأنبياء خلسة بغابات لم تلد فيها صوت الفؤوس، ولم تقصف بيت نقار الخشب بوابل من الرصاص، عندما كان يشاكس الأشجار بقامته القصيرة، وبرزت نتوءات صدره تحت القميص،لايصده تعرجات خيوط ريشه الملفوفة بالحرير.
يا رفيف أوراق ذهبية الخريف، تأنثت أصوات البرق والرعد بأذنيَّ ؟، أرتمى بأحضان الندى حبيبة، وينمو فوق صدري الكَمَأ البرّي، ثقوب الناي أحكمته بالنواجذ، كلما حركت أحداها ظهرت مفاتن العزف، أبصار الأنام شاخصة تلاحقه كليلة القدر، فيحفر تحت لحية الغابات الكثيفة دوائر ملتوية، يحدد عمر أبي بحبات سبحته المائة وواحدة حبة، ولايزال صوت الحلم المهاجر يسبح ويحمد قبيل كل صلاة وِتْرٍ ترفع . 
=======================
Image may contain: one or more people, people standing, tree, child, outdoor and nature

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق