السبت، 2 ديسمبر 2017

خطوة على طريق ترشيد الوعي [ ٧ ] ـ بقلم يحيى محمد سمونة -

خطوة على طريق ترشيد الوعي [ ٧ ]
بشكل تلقائي يقتنص فكر المرء المعلومة و الفكرة و النتائج البحثية و يودعها في الذاكرة، و يكون المرء عندها على واحد من إثنين فإما أن يودع في ذاكرته مكونات ثقافية [معلومة - فكرة - نتائج بحث و دراسة ] صحيحة، سوية، سليمة، أو تجده يودع معلومات خاطئة كاذبة مجهولة المصدر، لم يستيقن و لم يستوثق ممن نقلها إليه و ألقمه إياها و أدخلها و جعلها ضمن مكوناته الثقافية الأصيلة الثابتة الصحيحة 
الراسخة. 
من هنا نجد أيها السادة و السيدات أن ذاكرة المرء هي بوتقة ثقافتة، و قد قالت العرب: و كل إناء بما فيه ينضح.
قال لي صديقي: مالذي تقصده بقولك آنفا: /و جعلها ضمن مكوناته الثقافيه الأصيلة الثابتة الصحيحة الراسخة/؟ فهل هذا يعني أن ذاكرة المرء فيها ما هو فطري أصيل، و فيها ما هو مكتسب مشكوك فيه؟ 
قلت نعم يا صديقي إن الله تعالى يوم أن علم آدم -عليه السلام - الأسماء كلها، جعلها و بثها في ذاكرته بثا فكانت تلك الأسماء بمثابة المورثات الفطرية التي يتناقلها البشر عن بعضهم جيلا بعد جيل و كانت بمثابة التعليمات التي يجب أن يسير البشر بمقتضاها فهي بالنسبة لهم المثال الفطري المودع في ذاكرتهم فهم في الأصل يسطرون أفعالهم على أساس من فطرة و ذلك قبل أن يبدأ الواحد منهم يقتنص بفكره و يودع ذاكرته أمثلة مكتسبة لم يتحقق من صحتها و سلامتها و إذا به يسوق نفسه بفعل بعض تلك الأمثلة الكاذبة الخاطئة التي اكتسبها نحو هلاك و سوء حال.

- و كتب من حلب: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق