السبت، 2 ديسمبر 2017

طُيورالطَّريق الشاعر عماد الدِّين التونسي


طُيورالطَّريق
*********************
أكتبُ 
لِأَشْكُلَ الإِنتحار
لأسْتبدِل دمِي
بعصِير الروُمَّان
أكتبُ 
لِتشتدَّ السُّنبُلة
ِليفِيضَ البحْر
ويَكتظُّ الثَّديُ باِلحليِب
وهَل يُجيِبكَ ثديُ المرأَة
إِن سَألتَه لِمَا هُو مُكتَظٌّ باِلحَليِب؟
أكتبُ 
لِتمتَدَّ سَاحَة الفَرَح 
وتَرتدَّ ساَحَة الحُزْن 
أكتبُ 
لِيُصبِح الطَّقسُ
أكْثرَ دِفءً
وتَغدوُ الشَّمسُ 
أكْثرَ حنانًا
وَتُلوِّنُ السَّماء 
قُبلَة زرْقاء
ويُمسِي البحْر
أقلَّ مُلوُحة
أكتبُ
حتىَّ أتزوَّجَ العاَلم
حتىَّ أتكاَثر
حتىَّ أتعدَّد
حتىَّ أُصبِح أكْثر
أكتبُ
وأُصنِّف حُروُفي 
كَماَ تُصَفِّفُ الحُرَّة شعْرها
حتىَّ تبْدوُ أنِيقة 
رشِيقة 
رقيِقة
أكتبُ 
لإِيصَال السَّناء 
لِعُقُول القُرَّاء
لِنَثْر البُذوُر
فِي الرَّحْم المَبْتوُر
فيِ لُبِّ الصُّخُور
أسْقيِها بالدَّمْع الحَنوُن
حتَّى تنْموُ
حتَّى تسْتمْتِع بِمنْظَرِها 
وتَتَعَطَّر بِراَئِحتِها 
أكتبُ 
لأُِبيِّن الخلَل 
وأُصحِّح المسَار
ولوْ بعْد حِين
أكتبُ 
لأُِميِّز الإِنْسَان 
عنِ الحيَوان
أكتبُ 
ِلأُعرِّي الضَّمِير
فيِ البلدِ القرِيب 
كَماَالبَعِيد
أكتبُ
لتُقضى الحَاجَات 
أكتبُ
لأبُوح 
عن آلآمِ الرُّوح 
أكتبُ 
ِلأُحَلِّق بعيِد
َوأُفْلِت
مِن السِّجْن المَريِر
أكتبُ 
ِلبَثِّ الأَمَل 
ونَثْر الزَهر
وَزرْع الورُود
بِكُلِّ الدُّرُوب 
أكتبُ 
ِلأَبْقىَ حَياً 
َبعْدالموْت
أكتبُ 
لِكشْف الخَطأ 
أكتبُ 
لأَِنَّ هوْسِي 
يُلاَحِقُني 
كمَوْتي
أكتبُ 
ِلأَني مُسافِر
أسْكُب بوْحاً
عِطْرا ًو وَرْداً
عَلى جَانَبَاتِ طَّرِيق 
بِطعْم الهَوى
ذَاتَ مَساَء
دُونَ مَاء 
ولَو
ضَاع هدْر مِنه 
ولَو
وقَع مِنه
عَلى التُّرَاب
سَتَأْتيِ الأمْطاَر
وَتَنْمُو 
وَتُزْهِر
فَأَسْمَع
هَمَسَات الأَطْفَال 
فِي الحَدَائِق
يَتْلُون:
سَافِر 
وَلَم يُودِّع 
رحِيق الشَّقائِق 
ولاَ
طُيُورَالطَّرِيق
حِين تَسْأَل 
لِماَذاَ أَكْتُب؟!!
************
عماد الدِّين التونسي
Image may contain: 1 person, indoor

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق