من ذكريات أم مع طفلها:
(والله وكْبِرْت يا بُنَيْ)
هو الله:
كم أخذَتْني إلى أماكن، لم ترها عيني، ولم تسمع بها أذُني...
يا بني، كُنْتَ كلما قمْتُ بحركة تصيح: الله، إذا صليت، إذا رفعت يديّ ودعوْت، تصيح: الله، وهكذا كلما أدهشك شيء تصيح الله...
كم وكم كنْتَ تسألُني يا بني من هو الله..
أين هو الله..
كيف هو الله..
أليس الله فوق يا أمي؟
ألم تشيري إلى الأعلى كلما سألتك عنه؟
لماذا لا يكون هنا بيننا..
نراه، نشكو له، نطلب منه، نسمعه، يسمعنا، نراه يرانا..
يا أمي أنا أحبك لأنك معي، أعيش في قلبك وعقلك، ألا يجب أن يكون الله معنا؟!
وتمطرني كل يوم بوابل من الأسئلة التي أبسطها يُذهلني عن صوابي، ويُحيلني إلى غيبوبة معرفيّة، يصل إلى شاطئ الأمان مَنْ لا يجيد السباحة وهو في وسط محيط هائج..
ولا أصل هدى يُسعفني أمام طفلي اللّحوح اللَّجوج..
وأنا:
(أسمعك يا بني، وأسمع، وأغرق أكثر فأكثر في مستنقع الحيرة، من أين أبدأ، وماذا أقول)؟..
وذات يوم استجمعْت كلَّ ما أوتيتُ من شجاعة ومعرفة وقلت لك:
بتعرف يا إمي؟
هيْ تيابك الحلوة مين خيطها، مو الخياط؟
وهالباب مين عملو، مو النجار؟
وهالأرض مين زرعها، مو الفلاح؟
وهيك كل شي إنت شايفو إدامك..
يعني إنت عرفت الخياط من تيابك، صح؟
وعرفْتْ النّجار من الباب، صح؟
وعرفت الفلاح من الزّرْع والشّجر، والورْد والزّهر.. صح؟
ورحْ تِعرف مين صنع، واشتغل، واخْترع.............
نفس الشي، متل ما عَرِفْت الخياط والنجار والفلاح..
وإزا إلتلك أنو كِلْ هدول خلأهُنْ الله..
يعني رح تشوف الله (رب العالمين) في كل هَدول، وكمان رح تشوف الله في السما لأنو هوي خلأ السما والشمس والأمر والنجوم والغيوم والمطر.......
يعني الله في كل مكان، حتى في الهوا والمَيْ، والأكل، وكل اللي شفتو ورحْ تشوفو في عمرك.
بس تكبر شوي رح تفهم عن رب العالمين أكتر، وتشفو أكتر في مكان..
شوف شو خبرنا ربنا عنو في القرآن الكريم، ورح أشرحلك اسماع:
الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سِنةٌ ولا نوم له ما في السموات والأرض وهو العلي العظيم.
هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، سبحان الله عما يشركون.
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
يا إمي عرفت هلأ ليش رب العالمين
في كل مكان؟!
إي
يخليلي ياكِ يا إمي هلأ فهمت.
مع تحيات:
أحمد الشيخ علي و الأديبة نوار الشاطر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق