رجـــــــــــل دخــــــــــان
-------------
صحراء الصمت
التهمت اللغة والاناشيد
روحها تتردد كالصدى
رغم الظمأ
تتلمس ومضا بعيدا
تلاحقه في محيطات الظلمات
استفاقت من الم
تكسر صوتها في انعطافات المتاهة
اختلط في مئات الاصوات
المدوية الضائعة
انفجرت في البكاء
ستائر الليل
ترتجف على النافذة
يتأرجح ضوء الانفلاقيات على الستارة
يترنح في فناء الدار
يتمنى ان يغيب
تنتهي كل هذه المعاناة
يشتهي الموت في الظلمات
ـــ الازمنة تذهب ونحن نبقي في رمادها ورغوتها ــــ
مطر مجنون
لهب انهمر على المدينة
دخان دوامات
تطارد البشر
اختنقت الفضاءات بها
قالت له : تعال نقلب المدينة وجوارحها
تحاول مدّهُ بالأمل
يرتجف من برد القنوط
همست له ستنسى
الحياة تفتح ابوابها لمن يواصل المسيرة
يصنع المفاتيح
ذرفت عينيه دموعا
عاد ليتأسى
همست مدينتنا ظامئة
نقودنا تحولت الى جوع
قال لها: العمر موقوت
اوضاع الريح قوية قاتلة
الكل غير قادرين على اجتداء الغمة
وجهه لوعة وألم
قال لها : سأرحل
امتلأ جسدها بالبكاء
شدّة قامتها
جاوزته طولا
يتآكل مثل كثيب رمل في الريح
قالت له : ظننت انك آت من النخل والماء
تهرب الى مدن الرمل
رجل دخان
زمنك مفقود
قالت له : تترك النهر للظمأ
الشوارع للعتمة
تستدير ذاهبة عنه
طوته الريح
قذفته في متاهات مجهولة
******
د.المفرجي الحسيني
رجل دخان
العراق/بغداد
19/12/2017

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق