الاثنين، 18 ديسمبر 2017

اضحكوا معي لكن لا تموتوا من الضحك :*بقلم خالد سليمان

اضحكوا معي لكن لا تموتوا من الضحك :*بقلم خالد سليمان
**************************************************
أحيانا نقدم المعروف لكن ليس لأهله ، فإن لم يكن من نفعله له يستحق المعروف ، فنحن أهل المعروف ، والدرس المستفاد من هذا الموقف : عامل الناس كالوردة مهما أساء الناس لها تظل صاحبة أجمل رد ، فما أقوى شخصية الوردة !!! .
منذ أيّام كنت في صحبة قلوب جميلة ونفوس راقية مثقفة في مكان يتصدّر مدينتنا ، وبينما نحن نتبادل أطراف أحاديث شتّى فوجئنا بسائق توكتوك يندفع أثناء الدوران بسرعة فينقلب محدثا ضجيجا مصحوبا بأتربة ، فأسرعنا جميعا وخاصة - وأنا أقلّهم - أحفّزهم بقولي : يثاب المرء رغم أنفه ، نهر حسنات أرسله الله لنا ، كم نحن في حاجة إلى الثواب العظيم !!!!....... ومثل هذا من الكلام الجميل المثمر .
وعندما اقتربت من هذا المنقلب ، وجدته في حالة ضيق تنفّس ، وكان شبه مختنق ، لولا أننا رفعنا عنه طرف التوكتوك ، وظللت أنبهه وأدلّك قلبه ، وحاولت أن أفكّ قميصه ؛ فمزقته لضيقه ، بعضنا قال : إنه يحتضر ، والآخر قال : إنه في أنفاسه الأخيرة ، وبلغ بنا التوتر مداه ؛ حتّى أفاق فارس التوكتوك البطل ، واتّسعت عيناه ودارت ، وبدأ يهمهم بحروف غير مفهومة ، وأنا أحاول تذكيره وتشجيعه ؛ حتى أفاق ، وأول كلمات فهمتها منه :هي سب وقذف لأمهاتنا بقوله : يا أولاد 60 ك ل ب يا أولاد ال ................. أنت عاوزين تسرقوا المكنة ، 
وكان الإخوة يسألونني ماذا يقول ؟ ؛ فاستحييت وقلت : أبدا لم أفهم ، 
ثمّ جلس نصف جلسة ، وبدأ يعلن بصوت مسموع لنا كل الشتائم السابقة ، فضحك الإخوة وقالوا : أستاذ خالد : ما رأيك ؟؟؟ يثاب المرء رغم أنفه ، نهر حسنات أرسله الله لنا ، كم نحن في حاجة إلى الثواب العظيم ؟؟!! . 
وبدأ صاحبنا يرفع صوته ليبلغ جموع الحاضرين ، وهم يتعجبون مما يسمعون .
وبدأ صاحبنا يرفع صوته أكثر ؛ لتفتح البيوت شبابيكها ؛ لتسمع البطل الهمام وهو يسبّ قامات تربوية ، أنا أقلّها ، ونحن منهارون من الضحك ، 
وكلّما سكت هذا البطل الهمام ؛ يردد أستاذي كلماتي بقوله : أستاذ خالد ، يثاب المرء رغم أنفه ، نهر حسنات أرسله الله لنا ، كم نحن في حاجة إلى الثواب العظيم .
وما إن ينتهي أستاذي من قوله ؛ حتى يبدأ البطل الهمام بترديد الشتائم ، وبدأ يمضي في طريقه ، وبعد خمسين مترا تقريبا ، وقف على يمين الطريق ناظرا إلينا ، وهو يقول : الشتائم نفسها ، وأستاذي ضاحك يقول : أستاذ خالد ، يثاب المرء رغم أنفه ، نهر حسنات أرسله الله لنا ، كم نحن في حاجة إلى الثواب العظيم !!!! .
لكن حقيقة موقف بقدر أنّه صادم ، ولكنه أبهجنا للحظات ، وصدمنا بحقيقة مرّة ، هذا المجتمع إلى أين ؟؟؟؟ 
ولكن مهما حدث ، فلسنا نادمين : لأننا سنظل نعامل الناس كالوردة : مهما أساء الناس لها تظل صاحبة أجمل رد ، 
فما أقوى شخصية الوردة !!! .
من فضلكم ، لا تسخروا من كلماتي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق