الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

القُدْسُ عَرَبِيَّةٌ ـ شعر:#عبدالله_بغدادي

القُدْسُ عَرَبِيَّةٌ
مَنْ لَمْ يَكُنْ بِحَكِيمِ القَولِ يَقْتَنِعُ

فَلَيْسَ إلَّا بِحَدِّ السَّيفِ يَرْتَدِعُ
وكُلُّ حَقٍّ لَنَا قَدْ ضَاعَ مِنْ وَهَنٍ
لَنْ يُحْييهِ القَولُ بَلْ بِالسَّيفِ يُنْتَزَعُ
لايَرْضَى بِالضَّيمِ إلَّا مَنْ بهِ خَلَلٌ
وَلَيْسَ بِالصَّبرِ نِيْرُ الذُّلِ يَنْقَشِعُ
فالصَّبْرُ عَنْ قوَّةٍ تُؤتَى مَكَاسِبُهُ
والصَّبْرُ فِي ذِلةٍ وَهْمٌ ومُنْخَدَعُ
وفِي الرِّكُونِ إلى الطَّاغِينَ مَنقَصَةٌ
وفِي الِّلجُوءِ إلى الرَحْمَنِ مُتَّسَعُ
*********************
يَسْتَصْرِخُ القُدْسُ هَلْ بَاتتْ مَسَامِعُنَا
بِالوَقْرِ كَلْمَى فَلَسْنَا اليَومَ نَسْتَمِعُ ؟
أمْ غَلَّفَ الرَّانُ والأَحْقَادُ أفْئِدَةً
ضَلَّتْ فَأضْحَتْ عَلَى الخُذْلانِ تَجتَمِعُ ؟
قَدْ نَادَى قَبْلاً صَلَاحَ الدِّينِ فَانْبَعثتْ
جُمُوعُ أُمَّتِنا ، لِلأَمْرِ قَدْ صَدَعُوا
لنْ تَرْجَعَ القُدْسُ مِنْ" أُوسلُو" ولا" عربة"
بَلْ بالجِهادِ كَذَاكَ الحَقُّ يُرْتَجَعُ
مِنْ دَاخِلِ القُدْسِ مِنْ أحرارِ أمَّتِنا
النَّصرُ آتٍ فَلا حُزْنٌ ولا جَزَعُ
النَّصْرُ آتٍ بِشَارَاتٌ لهُ وَضَئَتْ
مِنْها وُجُوهٌ لغَيرِ الَّلهِ مَارَكَعُوا
يَسْتَعذُبُونَ غِمَارَ الحَربِ فِي ثِقَةٍ
فَمَنْ قَضَى نَحْبُهُ يَرقَى وَيَرتَفِعُ
لَمْ يَرْكَنُوا لِوعُودِ الغَربِ كُلِّهِمِ
فَالحَربُ غُنْمٌ وَمَابِالغربِ يُنْتَفَعُ
هُمْ أدْركُوا الحَقَّ لَمْ يُثْنِي عَزِيمَتَهُمْ
قَمْعُ الوُلَاةِ ، وهَل بالخِزِي يُقْتَنَعُ ؟
*************************
فالنَّصرُ آتٍ بِأيدِي فِتيةٍ وَهَبُوا
أَرْوَاحَهُمْ لِلفِدَا ، شُمٌّ ومَاخَنَعُوا
هَلْ يَهْنَأُ العَيشُ فِي ذُلٍّ وفِي كَمَدٍ
أو تَحْتَ نِيرِ العِدَا نرْضَى ونَنْخَدِعُ ؟
لَلْمَوتُ أَشْرَفُ فِي سَاحَاتِ مُعْتَرِكٍ
مِنْ أيِّ عيشٍ بهِ الإذْلالُ والوَجَعُ
لَلْمَوتُ أَشْرَفُ مِنْ عَيْشٍ نُهَانُ بِهِ
وَأَشْرَفُ المَوتَى مَنْ بالحَقِّ قَدْ صَدَعُوا
نُرِيدُهَا ثَورةً كُبْرَى مُزَلْزِلَةً
تَدُكّ حِصْنَ العِدَ ، بِالحَقِّ تَنْدَلِعُ
______________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق