السبت، 26 أغسطس 2017

انتفاضَةُ امْرأة بقلم الشاعر رسام الشرود

انتفاضَةُ امْرأة
١ -- أتى به الشوق إليها ،
فقال : " يا مَرْفأَ الثلجِ ، 
بِي نارٌ تَلَظَّى ،
وفي عْينيكِ بُرودُ .
في ثَنايا فُؤاديِ ،
جُرْحٌ قديمٌ ...
وفيكِ كالصَّخْرةِ الصَّمَّاءِ
قلب حقودُ " .

٢ -- قالتْ ...
وفي صَوْتِها الشّجِيِّ ، 
يَموتُ الحنينُ ،
ويَرْحلُ الشَّوقُ...
و تنآى الوعودُ :
" لاَ تَلُمْني ، حَذارِ ....
فالطِّيبُ خَلفَ الشَّوْكِ
تُخفيهِ الورودُ !
أنا انثَى، أنا نَبْعُ الحَياةِ ،
فإنْ جفاك اليوم قلبي ..
فقَلْبي فيه بروق ورعودُ.
وإنْ طالَ صَمْتي ، 
فالصَّمتُ يُخْفيهِ جُرحي ،
مِثلَما تُخْفي الرُّفاتَ ، 
في جوْفِها اللُّحودُ .
إني انْتفَضتُ وغابَ صَبري 
وصَبري ، إنْ مَضَى ،
لا أراهُ أبداَ يَعودُ .
لا تعتذر ، ِ يا ظالمْني ، 
ولا يُغْريكَ مِنِّي ،
كَما خِلْتَني ، هَذا الجُمودُ ،
فالنارُ ، لَوْ عَلِمتَ ، 
يُذْكِيها ، حِينَ تَخْبُو ، 
بِنَقْرٍ في الرَّمادِ ، عُودُ !

٣ -- وَمَضت ، ومَضَى ،
يَلْهَثُ خَلْفَها ،
فِي مَتاهاتِ الدُّروبِ ، 
يُلاَزِمُها، وَيَلْزَمُهُ الشُّرودُ 
يُنادِبها ، فلاَ تُجيبّ ، وَقَدْ ...
أضْحتْ ذِكْرَى مَاضٍ تَوَلَّى .
لَيْسَ يَعودُ ! .

رسام الشرود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق