انتفاضَةُ امْرأة
١ -- أتى به الشوق إليها ،
فقال : " يا مَرْفأَ الثلجِ ،
بِي نارٌ تَلَظَّى ،
وفي عْينيكِ بُرودُ .
في ثَنايا فُؤاديِ ،
جُرْحٌ قديمٌ ...
وفيكِ كالصَّخْرةِ الصَّمَّاءِ
قلب حقودُ " .
٢ -- قالتْ ...
وفي صَوْتِها الشّجِيِّ ،
يَموتُ الحنينُ ،
ويَرْحلُ الشَّوقُ...
و تنآى الوعودُ :
" لاَ تَلُمْني ، حَذارِ ....
فالطِّيبُ خَلفَ الشَّوْكِ
تُخفيهِ الورودُ !
أنا انثَى، أنا نَبْعُ الحَياةِ ،
فإنْ جفاك اليوم قلبي ..
فقَلْبي فيه بروق ورعودُ.
وإنْ طالَ صَمْتي ،
فالصَّمتُ يُخْفيهِ جُرحي ،
مِثلَما تُخْفي الرُّفاتَ ،
في جوْفِها اللُّحودُ .
إني انْتفَضتُ وغابَ صَبري
وصَبري ، إنْ مَضَى ،
لا أراهُ أبداَ يَعودُ .
لا تعتذر ، ِ يا ظالمْني ،
ولا يُغْريكَ مِنِّي ،
كَما خِلْتَني ، هَذا الجُمودُ ،
فالنارُ ، لَوْ عَلِمتَ ،
يُذْكِيها ، حِينَ تَخْبُو ،
بِنَقْرٍ في الرَّمادِ ، عُودُ !
٣ -- وَمَضت ، ومَضَى ،
يَلْهَثُ خَلْفَها ،
فِي مَتاهاتِ الدُّروبِ ،
يُلاَزِمُها، وَيَلْزَمُهُ الشُّرودُ
يُنادِبها ، فلاَ تُجيبّ ، وَقَدْ ...
أضْحتْ ذِكْرَى مَاضٍ تَوَلَّى .
لَيْسَ يَعودُ ! .
رسام الشرود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق