دون حُضورك
دوِّن حُضوركَ في
سِجلَّات الغائبين
تَلَدَّدْ بالماء والرغيف
في بساتين الغرباء
أُرسم أحْلامك
فوق وسَادة الوهمْ
إحتسي ماطاب لك من
نَبيدهم ونساءهم
واحتَسي النسيان
وانسى ثَدْياً أرضَعك...
وحُضناً كبَّرك
غَيّرْ لِسانَكَ..
لون عينيك ..
وملامحَك..
لنْ تُدمج في أشياءهم
وستظل مُغتربا
في أعيادهم
ومَراسيم أفراحهم...
وأحزانهم
ستظل إبناً لأوطان ِ
القهْرِ
لُقْمتُهم مستوردة
من حقول الغيرِ
دَوِّنْ حُضورك
وتذكر
أنَّ جدارك المزركش
بألوان التمَدُّن
لن يغير حقيقة بيتك
الريفي القديم...
الفقير للخبز ..
الغني بالحب
ولمة الأهل والجيران...
على كؤوس الشاي ..
كلَّ يومٍ بعد صلاةِ
العصر
جاريهم في حواراتهم
وابتسم... حين يقولون إنك
إرهابيُّ ُو إنّك دَخيلْ
إبتسم حين يطمسون َ
معالم حضارتك
وينْزعون جلباب
العفة عن محارمك
ابتسم ...فالنوارس تختنق
بدخان التآمر...
والفرسانُ غادروا البيداء
وَبَقيتِ الأحْصِِنةُ مدْعورة
من لهيب الغدر..
ولؤم الحيتان...
فَرَرْتَ من الزَّحْفِ
وتواريتَ في لحافهم...
وحَصَّنْتَ أنفاسَك في قِلَعِهم
... وتتنازل عن بعضٍ منكَ لإرضاءهم
فغيّرْ جلدك وشريانك...
غيرْ هُِويَّتكَ وبصَماتِك...
فأبداً لن تُدمج في أشْياءهم
عُدْ قبل أن تُقبر
في مقابر
المغتربين
وتُصلى عليك صلاة
الغائبين
دَوِّنْ إسمكَ في لوائحِ
العائدين
و لاتُحَمِّلْ حَقائبك
جاهاً مُنْغَمِساً
في المهانةِ
بل فكراً.. لِفَكِّ لُغْزِ
المؤامَرة
حَمِّلْ حَقائِبكَ
انْضِباطَهم..
وانضِباطَ عَقاربِ الزّمَنِ
فوق أراضيهم...
وأقْلاماً.. و كُتباً..
لِحَرْقِ الجَهل
دَوِّنْ إسمكَ في
سجِلاتِ الُعائدين
فالوطن يغْفِر للنادمين
بقلمي
خديجة بلغنامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق