قصيدة (أبراج الهديل)
--------
أيها النائي عن العشاق إني
طائرٌ كم فيك أحببت التغني
مِلْت للأغصان بالأشعار حتى
قالت الأغصانُ: أطربنا وغنِّ
عطركَ النشوانُ من رؤيا تدلَّى
ذبح َالعطرُ ورودًا حاصرتني
تنتهي الرؤيا وعطرٌ في ثيابي
الرؤى حقٌّ وأمي لم تلدْني
في دم العشاق كمْ ذُبْتُ انتشاءً
هلكَ النحلُ ولمَّا يلتقطني
في بعيدٍ لا يكونُ نثرتُ روحي
عشتُ في جسدي سنينًا غرَّبتني
فَتِّش السُّحْبَ وسائلْ عن مُقامي
إنْ تفتشْ في خلاياكَ تجدني
كيف تبني في المجرَّات عروشي
ومروري فيك سهْوًا كل كوني
ليتك النخل ُالذي في طمْي رُوحي
وأنا التمر به يا ليت أنِّي
لي هديلٌ في حناياكَ يبغي
في حنايايَ حمامًا ملَّ منِّي
تلك أبعاضي .. إليها كم أحنُّ
فأنا النَّايُ الذي أشتاقُ حزني
أنت منفايَ الذي كم عشتُ فيه
حتى في ليل المنافي لم أجدني
ثوبُ روحي كلُّ خيطٍ في سماء
كلُّ خيط في بعيد فرَّ مني
الفضا رحبٌ ووجهي ليس فيهِ
فأعدْني لغياباتي وسجني
ويكأني قد تلذدتُ بكائي
لم أجد إلاه إلفًا ويكأني
كلما أحببتُ شيئًا ... في بعيدٍ
في فناءٍ .. في هباءٍ غاب عني
كلما أوقدتُ نارًا للغناءِ
أطْفأتْها بدموع اليأس عيني
ذلك الدمعُ وضوءًا كم أصلي
قِبلتي الأرضُ التي لم تتبعني
لي حنينٌ لكمالٍ كم وجدتُ
في سدى العشق اكتمالي .. لا تلمني
أيها النائي عن العشاق إني
محْضُ نارٍ وَسطَ الماء تغني
كم ظننتُ الصمتَ في عينيك عشقًا
فانذوى وهمي وخابَ اليومَ ظنِّي
سيد حسني / مصر
ُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق