في البدء كنت أنت يا حبيبتي ..
.....
قالت حبيبتي : أنت بدئي و تكويني , فقلت :
.......
حبيبتي ..
في البدء كنتِ أنتِ الكلمه
و كان عرشك الجميل باذخا
يعبر أمواج اشتياق تحتدمْ
إذ لم يكن إذّاك يا حبيبتي ماء
و لم يكن يطغى بأمواج خضمْ
و كان قلبي زورقا مكللا
بكل أنواع الزهور
و العطور و الشممْ
قد كنتِ للكون اختزالا رائعا
و كان في عينيك كلّ الكون
مزجا من سديم مضطرمْ
في البدء أعطاك الاله لوحه
في البدء أعطاك القلم
لتبدعي الأكوان دون سابق
عليه ذا الخلق انتظم
ذات مساء حالم
حبيبتي انت رسمت زهرة سامقة
أرخت عليها نخلة ظلالها
و قربها نهر صغير هادئ
بالموج ما كان ارتطمْ
و قربه طفل وسيم حالم
لإلفه بوجهه الصّبوح بشّ
و ابتسمْ
منه ابتدا العشق الرهيب و اضطرم
في ومضة العينين أجلى حرقة
في رجفة حيرى على أعتاب فمْ
كنت أنا الطفل الذي رسمته
هل تذكرين شكله
يرمق وجهك الصبوح المحتشم ؟؟
أنا امتداد العشق ..
تحت أخمصى
من تعسه قضى العدمْ
في البدء أنتِ قد رسمتِ الشّمس شبه فحمة
لكنّها من بسمة منك استمدتْ نورها
و ارتفعت كبيرة وضّاءة
لمقلتيك ينتهي غروبها
و منهما شروقها الحلو ارتسمْ
الزّهر كالتفّاح من خدّيك يا حبيبتي
قد اقتنى حمرته ..
و من شذا أنفاسك العطر تماهى و سلمْ
و يضحك النهار حين تضحكينْ
و يحلك الليل اذا أرخيتِ ذات غفوة ضفائرا
أهيم فيها أنشد الأمان
أنشد السلمْ
أشدو المنى مردّدا أحلى نغمْ
ما الكون الاّ صورة منك
بديع رسمها
هل تذكرين ما على اللوح
قضى وحي القلمْ ؟؟
في البدء كنت أنت يا حبيبتي
و من ظلال حسنك الفتّان
ذا الكون انتظم
قد كنت في الآزال بدء العشق يا حبيبتي
كاف و نون بعدها كوني استوى
و صار طيّ كفن معنى العدمْ
.
بقلم الشاعر النجدي العامري
في : 17/08/2017

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق