علّميني لغة أخرى ..
.
اليك شاهندا ..
.
حطّــمي ـ بالله ـ كلّ الأبجديّات
التي قد أرقتني مرغما أحفظها
أرضي إلها من خشب
أنا مذ كنت جنينا
عجبا أمقت باريس و روما ..
و لواشنطن بغض كلهيب النار
في المضغة تبْ
حطّميها ..
مثلما حطّم هذا العشق في قلبي الغوايات ..
و أزرى بالبداوات التي قد أرهقتني
عبثا أشدو لها أحلى المواويل ..
و أشجي سامر الليل
يصيخ السمع تحت السّدف الدكناء صبْ
علميني لغة أخرى
اصنعي لي أحرفا من ومض عينيك
فقد تسعف هذا القلب
بالبوح سويعات الصفاء
شاسع هذا الهوى كالكون
رهيب كالأعاصير ..
كلفح النار في اليبْس
كأمطار الشتاء ..
ضائع فيك أنا سيّدة الأكوان ..
مذ همتُ بعينيك ..
فهل تعطف مولاتي
تريني من أنا ذات لقاءْ
علميني لغة أخرى ..
لها من حــرّ أنفاسك عبق
يسكر الكون و يسبيه انتشاء
و لها من شعرك الداجي عبير
يغرق الكون سباتا و اختفاء
أبدعي لي أحرفا كالورد حمراء
تضاهي لهب الأشواق يكوي شفة تهفو إلى اللثم
إلى الخلوة في حضن المساء
أنا مولاتي حروف المد و الجزر نبيها
سوف أتلوها على الأعراف وجدا
فأنا الموقوف رحمى بين نهديك
على الأعراف ..
أرجو نسم الجنة
أرجو لفحة النار ابتداء
فلأي القبلتينْ
أنا صليت سواء
أسعفيني بهِجاء
يحمل الأشواق صابا وعذابا و اشتهاء
و يجليها كما في القلب ـ أواه ـ جلاء
يحمل النار التي ما بين جنبيّ صلاء
يحمل الإعصار يجتاح قلاعي
عابثا يلهو ..
يحب النفخ في جوف الهباءْ
أبدعي لي أحرفا كالكون
كيما تسع البوح رجاء
تنزل الرعد من الأحشاء ..
تدنيه شظايا حارقات
بين صلصال و ماء
انظري لفحة مضناك أسيرا
مسهد العينين
لا يغفو
و لا يعرف ما الهجعة
ما الأحلام
في ليل الوصب
.
بقلم الشاعر النجدي العامري
في : 05/08/2017

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق