( اكتب يا قلم )
إليك يامن أعطتني
ريشة وصنعت من
دمى حبرا لقلمي
واعطتني ورقة بيضاء
وأذنت لي اكتب شيئاً
قلت للقلم اكتب يا قلم
قال لي كيف سيدي
أأكتب بحبر دمك على
أسطر الزمن الغائب
أم أكتب عن حاضري
فمسكت به بين أناملي
وإذا به تنتابه رعشات
وكأنه جآن يرتعش خوفا
وضممته بين أحضان يدي
وأحكمت عليه قبضتي
وبدأت اكتب ما بداخلي
فإذا به يبكي وينوح
ويرجف منى ويبوح
وقالي سيدي ومولاى
اسمح لي لا أستطيع
كتابة ما امرتني به
فكلماتك اوجعتني
وتغلغلت باعماقي وارهقتني
وكسرت حاجز صمتي
وازعجت سكوني وفجرتني
مابك سيدي لقد أمتني
واوجعتني وذبحتني بحزنك
قلت له أكتب يا قلم ولا
تجادلني فيما لا تعرفه عني
قال أبشر مولاي وموعدي
قلت أكتب أنا الماضي
وأنا الحاضر الذي به بلوتي
وأنا المستقبل الذي فيه
أنغام معرفتي وشقائي
لم أكن كذبة وغدر وحزن
فكيف تغيب عن مملكتي
يا ظالم قلبي أما يكفيك
ليلي يبكي جرح وسادتي
أما يكفيك طعني بخنجر
باسم الحب نفذ من خافقي
ولم يفق وكأن روحه صعدت
فغشي عليه مما سمع مني
إلى من كتب أقدارنا من قبل
وتركني أهيم وحدي بعذابي
عابدين محمود البرادعي
18/8/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق