السبت، 5 أغسطس 2017

الجياد البيض بقلم الشاعر محمد عبدالعزيز دراز

الجياد البيض
رجوت الجياد البيض وطلبتها 
لتحمل حبيبتي في كل اسفاري

فكانت كلما اقتربت من بيتها
تجمح الجياد وتنفر بلا اعتذار

ولما ضاقت نفسي من فعلها
سألت الجياد ما بك ولما فعل المكار

قالت الجياد وكيف لقلبك يحبها
وهي كلما نراها نجدها تسقيك المرار

يا ويح قلبك المتيم بعشقها
يا ظلم عشق ينبت وسط النار

قلت يا جياد مالكم بها
فهي من وقع عليها الاختيار

فمن اجل حبها تحملت ظلمها
وفيها كتبت كل الاشعار

فما كان من الجياد الا صهيلها
تدب الارض وتقول فيك نحتار

يا عاشق المر لا نقدر على حملها
فظهورنا لا تحمل الاشرار

هي من ابكت عيونك في ليلها
وهي من احرقتك بشمس النهار

وكلما دنونا من سور بيتها
وجدنا الشياطين حولها وكأنه الحصار

يا عاشق المر لا نطيق سماع اسمها
ولاندري حتى علاما الانبهار

قلت ايتها الجياد نقشت اسمها
وبين ضلوعي دفنت اسوء اسراري

تحملت منها خشونة ردها
وتعاليها وشعورها بالعز والافتخار

يا جياد البيض أتيتم لحملها
فلا تكونوا ابدا من الثوار

اذهبوا واتركوا كامل ارضها
وسوف احملها طيلة المشوار

لا تعلمون كيف هي ولاكيف حبها
فهي الحياة وحياتي بدونها المرار

يا جياد البيض وداعا واكتموا سرها
أو قولوا ... عاشقا أساء الاختيار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق