السبت، 26 أغسطس 2017

عمي محمود كحيل رحمة الله بقلم الشاعر عبد العظيم كحيل

عمي محمود كحيل
رحمة الله

عمي لم تراه ذاكرتي 
لَمحة عَيْن كأنها الخيال
طفل لم أتجاوز الرابعة
يأتي إلينا في الدار
جَمْع من ألناس 
رجال ونساء يبكون
بعضهم يحملونه على أكتافهم 
لا أدري مَن هو 
يمدوه أرضاً 
عرفتُ أنه عمي شقيق أبي 
يعمل معه بِرَشِ السُم
لأشجار بستان 
قد ضمنه ابي 
حفاظاً على ثماره 
مِن تَلَفِ الحشرات 
تسمم بِسِغارة 
لُفَت و يدَيه ملوثتان 
وقضِي الأجل
وهو في ريعان الشباب 
له زوجة وطفلان 
بنت وصبي
زهور لم تتفتح
آلام صبية في أول شبابها 
وردة قُطفت باكراً 
مِن بستان أبيها
حياتها قصيرة 
كانت مع رفيق دربها
زوجها انتقل الى رحمة الله 
ظلام الوحدة نار في الفؤاد 
في القلب إسودت الدنيا 
والأمل راح ولن يعود 
و لا نقول الا الحمد لله 
هو من أعطى وهو من أخذ 
إعمار بيد الله
ِكَيْفَ نَصْنَعُ ونحن مَن يتألم 
وللحياة متطلبات 
و يرحل الجَميع بعد لحظات 
ويعود كل واحد لبيته 
لأسرته لعياله
و أنا كأُم عدتُ أَحتضِن الولدان 
وأشكوا همي لله 
لكل قريب همه 
انقطع فعل الخير 
بل الواجب المُتَوجَب 
على الأخوة 
لزوجة أخيهم واطفالها
الواجب شرعي وأخلاقي 
لإحتضان الأبناء 
الأُم تعمل 
تكافح الفقر والحِرمان 
لم تيأس من الأحوال 
الله أكبر والعمل للأبدان
دام سنين 
والأبناء يَنْمون
حتى أصبحوا شباب 
تزوجت البنت بعد تعليمها
إنها معلمة تُدَرس علومها
والصبي أصبح عنده شباب 
أب و جَد له أحفاد 
والأُم بينهم 
أطال الله بعمرها
ورحم عمي و أسكنه 
الفردوس الأعلى 
في جنات النعيم 
وألحمد لله رب العالمين
وانا لله وانا اليه راجعون

عبد العظيم كحيل
Image may contain: 1 person, standing

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق