السبت، 19 أغسطس 2017

الحمار يظل حمار بقلم /د/ محمد حسن شتا

الحِمارُ يظلُّ حِمارْ
ــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نادى الجحشُ علـــى أبيهِ الحِمارْ
هلا أفهمتنى مايجرى مــن حِوارْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قـــال أبوه منذ متى أيها الجحش
وأنت تفهم مـا يجرى فى الـــدارْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألسنا أنا وأنت نأتَمِر فنفعل دائما
ولايحق أن نعرف مخزى وأسرارْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد الجحشُ أسنظل هكـذا يـا أبى
مجرد مطيةٍ هـــذه عيشـةٌ مــرارْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قـــال إن جماعتنا قد رضت بهذا 
ومنذ زمانٍ بعيدٍإتخذت هذا القرارْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعلـــى كل حِمارٍ فينا أن يخضع
ولايشذ أبداً عـن هــــذا المســـارْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قـــــال الجحشُ لكن الزمانُ تغير
والكل شذَّ عن طورٍ وحطّمَ أسوارْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهاهى ديكةٌ تصيح وماعزٌ يمأمأ
وكـــلابٌ تنبــح بالليـــلِ والنهـارْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وها أنت تمنعنى مِنْ النهيقِ دائما
وتحذرنى مِنْ الخروجِ عن الإطارْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال لــــه سأهبك بردعتى الجميلة
ولجامى الحديد ومــا به من سوارْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رفس الجحش ونهـق عالياً وقـــال
الأن فقط تأكدت أنك تفكِّركحمـــارْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عفواً أبى فما زلت سعيداً بالبردعة
مـع أنها لراحة الراكـــب الجبـّــارْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولا تزيدنا إلا حِمْلا علــــــى حملنا
ومــا لنا بها أو بغيرها من إختيــارْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا اللِّجامُ هو لإزلالِنا وإخضاعِنا
ومــــا الإكسسوار الالصاحبنا فخارْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال لـــــــه إصمت قبل أن يسمعك
فيحرِمنا مِنْ الشعيرِ ويعتبرنا أشرارْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيرمِنا فـى إسطبلِهِ الكبيرالذى ليس
فيــه تبناً ولابرسيماً وعالى الأسـوارْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأرجوك أن تطمئن أيُّهــــا الصغير
فقــــد تغيرَ الأن واقعنا والمســـــارْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فمنهم مَـــــنْ طالت أذناه وقل فهمه
وكبــر بــــــوزه فأصبـــح حِمـــــارْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتبها ..د/ محمد حسن شتا
بار الحمّام بسيون غربيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق