أيها الشاعر دنا الرحيل
....
بقلمي /عبدالسيد عبدالفتاح ع حامد
.........
أيها الشاعر دنا الرحيل فأمضي
فان النهار قد اوشك على الانتهاء
لا تتوهم شروق الشمس اذا غربت
و الأرض لا يجلس علي عرشها الغرباء
ولا تتأمل بليل أقبل بجيوش ظلامه
وأذا الخوف استحوذ بهواجسنا فلا رجاء
والفجر بعد غروب العمر محال تأمله
فلا تتوهم بزوغ فجر جديد بعد العشاء
واذا سمعت صياح الديك فأعلم أنه
قد توهم قدوم الفجر وخدعه الضياء
ولا تبكي الصمت بأوراقك وقد كتبتها
يوما دموع ودماء وعويل و بكاء
والشمس في الغروب تأبي الرحيل
ربما لا يجمعها مع الغد لقاء
تخشى صمت طويل يلوذ بها
والصمت كالموت يقتل فينا الرجاء
وظلام ليل طويل يقتل الحلم فينا
احترقت كل المشاعل وأنتحر الضياء
مضى الأمس فاضحي حثيثا كالهمس
والكل يمضي يوما للزوال وللفناء
ودع نهارك بالدموع محال الرجوع
فقد ياتي اليل ولا يدركنا المساء
دع الاماني في دروب اليالي حائرة
فان الاماني لم يعد لها بقاء
لملم قراطيس اشعارك فأمضى
فما لهذا الزمن التعيس بحلم الشعراء
لا تبكي طهرا قد تقبح في زمن الانبياء
لا تبكي حلما قد توقع في زمن الاشقياء
اهجر الفجر ففي فجرك مات التمني
وطهارة الفجر لوثتها رزيلة البغاء
وحطم الناي وأقرع الدف الحزين وغني
قد أفسد رقص بنات الحي لحن الفناء
أيها الشاعر الأماني قد اضحت سرابا
قد مات الاماني في قصائد الشعراء
والعمر قد تهاوى على براكين الشوق
منهار قد جنح بنا يوما لدرك الشقاء
وجروح قد أمست صديدا وقروح
وانت ياشاعر يوما قد كفرت بالدواء
فكيف العلاج ومحال فينا الشفاء
و الجسد تسرطن بالفيرس وبالداء
.....
عبدالسيد عبدالفتاح
همسات قلم حائر

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق