الثلاثاء، 28 مارس 2017

من يبيعني وطنا بقلم الشاعر / كرم الدين يحيى ارشيدات

من يبيعني وطنا
لكرم الدين يحيى ارشيدات 
ابحث عن حلم يكون لي أنا
سمي بإسمي
حلم بسيط
صغير بحجم قلبي
بحجم الأماني التي أتمناها
حلم صغير يتسع لقلوب كل البسطاء أمثالي
بحثت عن الذي يوصلني إلى حلمي
بحثت عن العناوين بين أوراق كتبي
قرأت كل المعاجم
ابحث عن الذي قد يوصلني إلى جنتي
إلى العالم الذي أريده
قيل لي بأن بائع الاحلام قد يأتي من هنا
انتظرته بصبر العابدين
أريد ان اشتري حلما لنفسي 
حلما أن لم يتحقق فيكفيني اني قد أعيش 
من خلاله لحظات قد يكون ثمنها عمري
سمعت عن الاحلام ولكني لم أراها
لاني الذي شرب اليأس والحرمان مع حليب أمه
ليس بمقدوره أن يحلم 
لأنه لا يعرف بالأصل كيف تكون الاحلام
حلمي بسيط ببساطة نفسي 
قد ينسيني حرماني
امسح من خلاله دموعي 
اداوي به اوجاع قلبي 
اطفئ به ظمأ روحي
أين أنت يا بائع الاحلام 
أريدك أن تفصل لي حلما 
أسميه بإسمي
أريد أن تبيعني حلما بحجم الإنسانية
وجاء بائع الاحلام 
وسألني أي حلم أريد 
فقلت ماذا لديك 
قال لدي كل ما تشتهي الأنفس 
لدي المال والسلطان 
والماء والحياة
والجاه والعواطف والاشحان
استوقفته وقلت
أريد حلما اشتري به وطنا 
وطنا يشبعني خبزا
يعطيني دواءا
وطنا يكون لي به أرضا 
قال ولم الوطن 
قلت حتى أعيش بكرامة الإنسان ولو لمرة
وطنا أجد به عزة نفسي 
أجد به هويتي
هوية كرم الدين الإنسان 
وطنا يأويني من برد الشتاء 
وحر الصيف 
وطنا يشعرني بأني على أرضي
لا يشعرني بالغربة وانا أعيش على ترابه
وطنا تكون أرضه الرطبة ادفأ من سقيع القلوب الباردة 
أريد أن اشتري وطنا يوجعه وجعي
يستمع لشهقات روحي
يشعر بانين الأمعاء الخاوية 
وطنا يكون علي احن من صدر امي 
وطنا يأويني إن جار علي الزمان
ليس وطنا للاغراب تعيش على ترابه
وطنا يعطيني احقيتي بأني انسان
افترش ترابه
واتغطى بسمائه واغمض عيناي بعد أن سكن باعماقي الأمان
يا بائع الاحلام 
أريد وطنا آكل من خبزه
واشرب من مائه
يكفيني عوز الزمان
أريد وطنا يسكن أعماقي قبل أن ساكنه
ليبقى ينبض في صدري
أريد وطنا يكون هو الحياة
لأننا بشر ونستحق وطنا نعيش به كبشر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق