37 - جذور ثقافية "سيرة ذاتية"
يكتبها: يحيى محمد سمونة
قال لي صديقي لماذا لا تدع تدخين السجائر؟ -كنا يومها طلاب ثانوي وكنت قد تعلقت مبكرا بهذا الوباء ـ
لست أذكر تماما كيف ومتى وقعت في مطب تدخين السجائر، غير أني أذكر تماما الدعايات التي كانت تنساب في أعماق النفس محببة إليك ذلك الداء. لقد كانت تلك الدعايات مدروسة بإحكام بحيث تفعل فعلها لتكون ذات مردود كبير! ولو رأيتنا معشر الشباب كم كنا نحب التمثل بذلك المغامر ـ بحسب ما تصوره لنا الدعاية ـ وما هو عليه من عنفوان الرجولة وقد جلس إلى نار متقدة تحت جنح ليل وإلى جانبه علبته المفضلة من السجائر. قلت لصديقي لقد ابتليت بها وليس لي بها من فكاك، لكنه حدثني يومها عن مضار السجائر وو..ثم ختم حديثه بالقول: لدي ورقة مطبوعة تبين لك بعض الخطوات العملية في كيفية الإقلاع عن التدخين سآتيك بها في غد بعون الله،وبالفعل جاءني بتلك الورقة في اليوم التالي ولقد رأيتني مترددا في أخذها لأنني أعلم جيدا أنها لن تفيدني في شيء مادامت قناعاتي بضرورة تركها لم تتغير! ذلك أن أساليب الدعاية كانت قد حفرت أخدودا في نفسي دون شعور مني لكن الذي كنت أظنه تماما أن اقلاعي عن التدخين يعني خمولا و تقاعسا عن النشاط العقلي والذهني ـ هكذا كنت أظن ـ
وبعد أن أخذتها على مضض لم يكن يدور في خلدي أن ما حوته تلك الورقة سيدفعني حقا إلى الإقلاع عن السيجارة وأتحرر منها إلى الأبد.
في واحدة من الطرق التي تم ذكرها في تلك الورقة ـ وهي الطريقةالتي أخذت بها وتركت بصمة في حياتي فيما بعد ـ هي أن أعاهد الله تعالى في نفسي بأن أتصدق ب ليرة واحدة عن كل سيجارة أدخنها، وللوهلة الأولى كنت أظن أن الأمر سهلا! لكنه تبين لي فيما بعد أنه غاية في الصعوبة! فالعهد مع الله جد خطير وليس كل الناس يستطيعونه ففيه تتجلى حقيقة الإيمان الصادق! ذلك أن العهد مع من يعلم السر وأخفى ـ جل و علا ـ فكيف للمرء أن يتنصل من تبعات عهده مع ربه؟!
لقد وجدتني أتردد كثيرا قبل أن أقدم على تلك الخطوة خشية أن أكون كاذبا في إيماني و خائنا للعهد،لكنني اتخذت قراري أخيرا وعاهدت ربي و ...تركتها!! إذ كيف لي التصدق ب ليرة عن كل سيجارة أدخنها في الوقت الذي كان فيه ثمن العلبة كاملة نصف ليرة، و أنا الطالب الذي يحار كيف يسدد قيمة تلك العلبة!
و تركتها فعلا و كان ثمة نكوث في العهد أحيانا و كانت الصدقة جراء ذلك
ـ يحيى محمد سمونة.حلب ـ
يكتبها: يحيى محمد سمونة
قال لي صديقي لماذا لا تدع تدخين السجائر؟ -كنا يومها طلاب ثانوي وكنت قد تعلقت مبكرا بهذا الوباء ـ
لست أذكر تماما كيف ومتى وقعت في مطب تدخين السجائر، غير أني أذكر تماما الدعايات التي كانت تنساب في أعماق النفس محببة إليك ذلك الداء. لقد كانت تلك الدعايات مدروسة بإحكام بحيث تفعل فعلها لتكون ذات مردود كبير! ولو رأيتنا معشر الشباب كم كنا نحب التمثل بذلك المغامر ـ بحسب ما تصوره لنا الدعاية ـ وما هو عليه من عنفوان الرجولة وقد جلس إلى نار متقدة تحت جنح ليل وإلى جانبه علبته المفضلة من السجائر. قلت لصديقي لقد ابتليت بها وليس لي بها من فكاك، لكنه حدثني يومها عن مضار السجائر وو..ثم ختم حديثه بالقول: لدي ورقة مطبوعة تبين لك بعض الخطوات العملية في كيفية الإقلاع عن التدخين سآتيك بها في غد بعون الله،وبالفعل جاءني بتلك الورقة في اليوم التالي ولقد رأيتني مترددا في أخذها لأنني أعلم جيدا أنها لن تفيدني في شيء مادامت قناعاتي بضرورة تركها لم تتغير! ذلك أن أساليب الدعاية كانت قد حفرت أخدودا في نفسي دون شعور مني لكن الذي كنت أظنه تماما أن اقلاعي عن التدخين يعني خمولا و تقاعسا عن النشاط العقلي والذهني ـ هكذا كنت أظن ـ
وبعد أن أخذتها على مضض لم يكن يدور في خلدي أن ما حوته تلك الورقة سيدفعني حقا إلى الإقلاع عن السيجارة وأتحرر منها إلى الأبد.
في واحدة من الطرق التي تم ذكرها في تلك الورقة ـ وهي الطريقةالتي أخذت بها وتركت بصمة في حياتي فيما بعد ـ هي أن أعاهد الله تعالى في نفسي بأن أتصدق ب ليرة واحدة عن كل سيجارة أدخنها، وللوهلة الأولى كنت أظن أن الأمر سهلا! لكنه تبين لي فيما بعد أنه غاية في الصعوبة! فالعهد مع الله جد خطير وليس كل الناس يستطيعونه ففيه تتجلى حقيقة الإيمان الصادق! ذلك أن العهد مع من يعلم السر وأخفى ـ جل و علا ـ فكيف للمرء أن يتنصل من تبعات عهده مع ربه؟!
لقد وجدتني أتردد كثيرا قبل أن أقدم على تلك الخطوة خشية أن أكون كاذبا في إيماني و خائنا للعهد،لكنني اتخذت قراري أخيرا وعاهدت ربي و ...تركتها!! إذ كيف لي التصدق ب ليرة عن كل سيجارة أدخنها في الوقت الذي كان فيه ثمن العلبة كاملة نصف ليرة، و أنا الطالب الذي يحار كيف يسدد قيمة تلك العلبة!
و تركتها فعلا و كان ثمة نكوث في العهد أحيانا و كانت الصدقة جراء ذلك
ـ يحيى محمد سمونة.حلب ـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق