الأربعاء، 29 مارس 2017

تلبسنى ضجيج الشارع بقلم / محمد محجوبى

تلبسني ضجيج الشارع 
بنفس الأصوات التي تسلطت على سوق شعبي 
بجميع خضرها وفواكها التي فازت بسقف أثمان منتفخة على عرض يكدس سؤالهم 
انتهيت الى آخر بطاطا تربعت عرش الخجل 
فقد نطقت البطاطا بما يخرس الطلبات المترددة 
عربات وأكياس لا زالت في موضع السوق تجلد عيون المرتادين 
ذالك المتجول الوحيد يقرأ أثمانا على غير عادته ' يحاول أن يفوز برغبة _ بطاطا _ تنطح الفضوليين
السوق نقطة عجيبة في حركية المكان ' فهي ثابتة في بعض الزوايا 
ومتحركة في أخرى 
النقطة تنفصل عنها نقاط أخرى 
بشاكلة العربات والأكياس وجميع الأصوات كلها 
ربما تخادع عربة الأسماك عيون المتلصصين ' جيوبهم الوعرة بشق النظر - السمك هو السمك 
والبطاطا تتبرج بثمن ' لا أحد تهزه مغامرة الشراء 
يكتفي بها حبات قليلة
النقطة الثابتة في _ موز _ تكشف مفاتن أخرى 
فتضيئ ثمرة _ الموز _ برقم يتيه على أصفار من ناحية اليمين 
وأصحاب الشمال عيونهم مغبونة بموز تجرأ في سفور
يظل الشارع مكلوم سوق 
بعيدا في حقول ' تتآكل الأيام على سواعد ملح جسور 
تخلفه مواسم خضر وفواكه تمردت على السكارى 
عيونهم مرتابة 
الفلاح الذي يبذر ويزرع ويجني 
قابع بين أوراق لصوص 
انسلخت أمكنة الحقول من جلد ترابها الأصيل 
احتدمت صراعات ضجيج 
فأكلت السياسة من ثديها 
فبقي السوق حرا ' وهو الآن حر لا يجد ذراعا يضرب بها عيونا جائعة 
انتهى مكاني والسوق شر مكان
محمد محجوبي 
الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق