السبت، 4 فبراير 2017

رؤية جديدة لحدث جلل قديم بقلم / عصام قابيل

إبراهيم الخليل وذريته عليهم السلام
رؤية جديدة لحدث جلل قديم
بقلم عصام قابيل
*****************
لقد ناديت ياخليل الرحمن ، ناديت منذ آلاف السنين علي كل الناس من بعدك أن يأتوا لتعظيم حرمات الله , إلي بيته الحرام لتبجيل وتعظيم شعائر الله , إلي حيث أول بقعة في الأرض يُسجَدُ فيها لله تعالي ؛ فأسمع الله صوتك لكل الناس عبر الزمان والمكان؛ وسيظل صوتك مدويا يُسمِعُ كل الآذان ، وياله من آذان , ذاك الذي وصل إلي كل الناس .
من أنت ياإبراهيم عليك السلام لتكون دعوتك عالمية تخترق الزمان والمكان ويستجيب ربنا لك ، ويحول العالم كله بدعوتك
ماذا فعلت ياإبراهيم عليك السلام ؛ حتي ترتفع مرتبتك عند الله إلي هذا الحد.
سبحان الله ، فإبراهيم عليه السلام يأتي يوم القيامة وماآمن معه إلا قليل ممن عاصرهم ودعاهم...إلا أن الله جعله إمامًا لأهل الأرض أجمعين، وعوضه أن كانت ذريته كلها أنبياء
فلم يتشرف أحد منذ آدم عليه السلام وهو أول البشر بأن تكون ذريته أنبياء...فكان منهم شيث وإدريس عليهما السلام
ولكن تعالوا معي أحبتي الكرام نسبر أغوار التاريخ لنري من هو إبراهيم عليه السلام ، ليحظي بهذا الشرف العظيم الذي لم يكن له مثيلا .
شبَّ إبراهيم وسط أسرة تصنع التماثيل لتُعبَد من دون الله ، وكان أبوه أو كما نوه المفسرون أنه كان عمه من يقوم مقام أبيه( آزر ) ممن نشط في هذا العمل وسط أجواء من الشرك والجهل ، فقد مضي عهد نوح وهود وصالح عليهم السلام ، وعاد الناس أدراجهم يعتقدون في الحجارة أنها آلهة تضر وتنفع !
نشأ إبراهيم عليه السلام في وسط هذه الفتنة ، سليم الفطرة نقي القلب، ومن عجائب قدرة الله عز وجل أن يؤتي إبراهيم عليه السلام النبوة وعمره سته عشر عاما
كان إبراهيم عليه السلام شاباً صغيراً ولكن سبحان من أسكن الفطرة في قلبه، فكان قلبه سليماً لم يتلوث من عقيدة قومه، ومن ثم فقد إنتبه إلي وحدانية الله الخالق البارئ المصور علي خلاف ماكانوا عليه من شرك ،
فراح يدعوهم إلي الله الواحد القهار ؛ وينهاهم عن تلك الأصنام التي لاتنفع ولاتضر .
وسبحان الله فقد أوتي هذا الشاب عليه السلام حكمة وحجة لامثيل لهما . .
فراح يقيم الحجة علي كل من حوله، وقلبه مفعم بالإيمان ، ويؤيده الوحي من فوق سبع سماوات..صال وجال يحدثهم قائلا : ماهذه الأصنام التي أنتم عليها عاكفون؟ ثم يخاطب أباه قائلا : ياأبتِ لاتعبد الأصنام !
ولكن دون جدوي فقد عميت الأبصار والقلوب . 
وذات يوم وقد همَّ قومه بالخروج للعيد , ذهبوا إلي إبراهيم عليه السلام وحثوه علي الخروج معهم ؛ ليحتفل معهم بالعيد علي أطراف المدينة في الخلاء ؛ ولكنه إعتذر وقال : إني سقيم . 
وما كذب ابراهيم عليه السلام فقد سقم قلبه من عبادتهم للأوثان .
إعتذر إبراهيم عليه السلام وهو يضمر في نفسه شيئاً .
فذهبوا جميعاً وتركوا إبراهيم عليه السلام .
#عصام_قابيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق